مقالي السابق (خمس وصايا) كنت أقصد الصديق حامد أحمد الشريف في مقاله الجميل (خلوة الغلبان)
بعد أن أخذت الإذن منه بنشر اسمه الذي سكن قلبي ولم يزلّ
…..
دعونا الآن انتقل لكم هذا الأسبوع لحكايةٍ أصوغ أحداثها
من وحي إصبعي الآن ، أفترض فيها حوارا بين رجلين اختلفا على نقطة معينة ، ولم ينتهِ حتى وصل الأمر بينهما إلى ….. ؟!
حسنا انتظروا حتى تسبروا تفاصيلها :
قرأ المكتوب بعيني ثعلب ، أعاده لغربال فكره ، انتظر متحيّنا الفرصة لـيجلده بحروفه ، توقّف !
كرر المحاولة هذه المرّة بلسان حرباء «أعتذر لإيراد هذا الحيوان من الزواحف» زمجر تغيّر لون وجهه ، قرأ في العاشرة دون أن يجد ما يشفي غليله ، أقفل ما قرأه ذهب إلى منصّة «الواتساب» بحث عن الأسماء كثيرا وجده بعد معاناة !
- أعوذ بالله من هذا الوجه … طيب صدقني سأفصّل لك ثوبا من الحروف اللاسعة على قدر سطرك !
كتب مستعينا بشيطانه»
- مقالك مقبول ، لكن لدي سؤال
قال مبتسما :
- تفضّل بكل رحابة سطر وفاصلة ونقطة
استمرت المحادثة بينهما ، حمي وطيس السؤال والإجابة فالردّ راقٍ لم يعجبه ، وفي كل مرّة إن طالت صوّرها خبثا
ليستخدمها بغرض غير شريف !
بعد هذا الجدل العقيم كتب :
- أنا لا أعترف بك ، ولا أحبّ ما تكتب
- أنت صديقي الجميل ، وأعتذر لك سأحاسب كلماتي كثيرا وأربيّها من جديد حتى تطلب ودّك
- تقصد أني أنثى لتطلب ودي ؟
هنا انهال عليّه من مجلّد الشتائم ….
حوقل صاحب المكتوب ، وأطلق ابتسامة على وجه أرسلها ، بصورة ملصق وجهٍ
- تضحك عليّ، هاه وتسخر مني أنت … وأنت..
فاض مداد الصبر عند الكاتب ، هنا تركه برسالة قصيرة أوجعته :
«انتقدني رجاء ولا تشتمني» ورددت عليك بابتسامة وسأغادرك بمثلها سلااام . انتهت الحكاية الافتراضية.
والآن لستُ ولا أنتم بالطبع قاض قضاة فيمن يكون المخطئ؟ لا لا لا ليس هذا قصدي من شحذ حرفي للحكاية لكن كل هذا الخيال وإن اقترب من الواقع
الهدف منها كيف نهتمّ بالمكتوب لا الكاتب؟ هذه الافتراضيات التي سقتها تأكيدا أننا أحيانا نتسرّع في الحكم على الآخرين ، وننظر للكاتب بعيني الرفعة أحيانا
وأن كل ما يكتبه ما هو إلا الإبداع كله ، بينما يوجد غيره الأجود والأمثل والأبهى ، واسمه ربما مغمورا تماما مثل المشاهير «الحمقى» عدد المتابعين آلافاً مؤلفة وقد تصل للمليون…. ، وبكل أسف محتواه فارغ ، واستعراض باهت …
بينما حساب كاتب لا يتعدى مئات ومحتوى ما يكتبه جميل وبفوائد جمّة كثيرة تنير طريق تفكير القارئ !
فكل ما أرجوه من يقرأ هذا السطر بالذات أن ينتبه
لما بين الهلالين :
( انتبه للمكتوب لا اسم الكاتب ، للحرف لا صاحبه،للإبداع لا سقط المتاع )
الحقيقة أن بعض ما نقرؤوه من تألق فيما يكتبه الكتّاب تعجز أن تعبّر عنه بردّ ، تخشى أن تشوّهه وكأن تبصر تفاصيل لوحة فاتنة من رسّامٍ ماهر !
شكرا لكم كثيرا ، يشرّفني أن تصلوا بالقراءة إلى هنا
وهذا يزيدني رفعة وسموّا…..
سطر وفاصلة
من حساب الدكتور حسن النعمي بمنصّة تويتر :
من أقوال الراحل الكاتب المصري الساخر جلال عامر:
(أنا لا أصبغُ شعري ولا أعالجُ التجاعيد، لكنني أقاومُ الزمنَ بما هو أكثر من ذلك، فكلما مرضتُ صممتُ على الذهابِ إلى طبيبِ أطفال).
** **
- علي السعلي (السعلي)