ميسون أبو بكر
لم يكن من السهل سابقًا شرح كلمة المواطنة لأطفال المرحلة الابتدائية بالذات، لكنني متأكدة أن ما يحدث اليوم على أرض المملكة يجعل مفهوم المواطنة واقعًا معيشًا وشعورًا محسوسًا، فالاحتفال بالوطن سواء تخصيص يوم للتأسيس أو اليوم الوطني ليست مجرد حدث عادي وعطلة تمر بلا معنى وإنما استحضار لحظات تأسيسها وقصص مجدها وحضورها كدولة مستقلة لها تاريخها وحكايا أبطال خطوه بالمجد والدم ولا بد لأبناء هذا الوطن في هذا اليوم أن يستعيدوا ذكريات هذا الوطن المشرفة وأبطاله ولعلي لن أنسى ما حبيت ما حكاه لي في إحدى لقاءات الشارقة المشرقة معالي الأستاذ سامي النصف عن الملك عبدالعزيز الذي جلس في الكويت بضع سنوات قبل أن يعود إلى الرياض محملا بوعد النصر ومن ثم توحيد المملكة الذي ألقى ظلاله على الاستقرار والهدوء في المنطقة كلها.
ولعل الأمر الملكي الذي صدر عن الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله والذي يقضي باعتبار 22 فبراير يوم التأسيس كان فرصة للسعوديين ومن تتطلع أفئدتهم لهذا الوطن لاستذكار مجد دولة أشرقت شمسها منذ ثلاثمائة سنة.
والمبهر أن المظاهر الاحتفالية كانت على صعيد شعبي كبير حيث تهافت السعوديون كبارا وصغارا على ارتداء الملابس التراثية التي تخص مناطقهم حيث تتنوع التضاريس والمناطق ولكل منطقة طابعها، فكان البهجة موزعة على مساحة وطن بحجم قارة.
إضافة إلى الفعاليات المختلفة التي أخص منها بالذكر تلك التي نظمت في المتحف الوطني والمناطق التاريخية في فرصة لجعلها قبلة للمواطنين والزوار للتعرف عليها من قرب، ثم الندوات المختلفة التي تنوعت بين استعراض للتاريخ أو اللهجات أو الملابس التراثية والرقصات الشعبية مما جعل من الاحتفال بيوم التأسيس فرصة سانحة لدرس عظيم في المواطنة يشارك فيه المواطن بما استطاع من مظاهر متنوعة يترجم فيه شعوره بلوحات رائحة يستقرأها من آبائه وأجداده.
المواطنة اليوم ليست درسًا نظريّاً صعبًا، بل حياة يعيشها أبناء هذا الوطن بتفاصيل حياتية غدت كالهواء والماء بالنسبة له، وكل عام والمملكة العربية السعودية حضارة لا تأفل وهي الوطن الذي يعيش في شرايين أبنائه ونبضهم وفي سماء من يعشقه.