سهوب بغدادي
مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسابيعها الأولى، وسط توالي تواصل الإدانات الغربية لروسيا يواصل الجيش الروسي عملياته العسكرية في أوكرانيا دون توقف أو تفكر في عقوبات الدول الغربية المالية وقرارات إغلاق أجوائها أمام الطيران الروسي، إنه لأمر مفزع ومؤسف في آن واحد، عندما ينقلب الأمن إلى حرب بين ليلة وضحاها، ويضطر الشخص إلى ترك منزله ووطنه والنزوح إلى ديار غريبة لبدء حياة مبهمة بالإكراه - لا أرانا الله وإياكم مكروهاً- في خضم الحرب العسكرية، ظهرت حرب من نوع آخر، حرب يحمل فيها شخص غير مسلح بالعتاد سلاحاً إلكترونياً، حيث شهدنا الفرق الشاسع بين المواد والمقاطع التي تبث عبر وسائل الإعلام الرسمية، وتلك التي يبثها أشخاص من قلب الحدث في أوكرانيا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً التيك توك في هذه الأزمة، ربما لشعبية التطبيق في تلك البقعة الجغرافية أو لقصر مدة المقطع وسهولة وبعد تداول المادة لفئات أكبر، فالأمر مدروس عندما ينشر الشخص مقطعاً للحرب على التيك توك لا الفيسبوك، باعتبار أن الاستخدام حسب البقعة الجغرافية يختلف من مكان إلى آخر فالتطبيق الأخير شهد تراجعاً في كثافة الاستخدام لدى بعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بينما نرى الفيسبوك يوظف في أمور تخص بعض الدول العربية بما يتوافق مع الوضع، فيما يعد تطبيق سناب شات الأكثر شعبية في العالم خلال الأعوام الماضية بشعبية توازي شعبية التيك توك لهذا العام وفق الأرقام الواردة في هذا النطاق، حيث يعد تطبيق سناب شات أقل فائدة كأداة حرب باعتبار أن المقطع يختفي بعد 24 ساعة، لذا يعد بقاء المحتوى من أبرز سمات نجاح حرب التيك توك، فتعد الحرب الإعلامية معززة للتحركات العسكرية، لذا صرًحت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورزولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي قرر حظر شبكة آر تي ووكالة سبوتنيك الروسيتين، كما وصفهما بأنهما الأداة الإعلامية للكرملين فيتم استخدامهما لنشر المحتويات المغلوطة لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف تبرير تحركاته العدائية ضد الشعب الأوكراني وموطنهم، إن في الحرب الروسية الأوكرانية عبرة في نطاقات عدة، ولعل أبسطها ارتباط قوة الإعلام بقوة الدولة في سياقات أكثر داخلياً وخارجياً ولا يسعني أن أسرد جميعها هنا، لذا أخصص لها حيزًا آخر لاحقًا -بإذن الله تعالى-.
للمرة الأولى يصبح التيك توك مفيدًا!