حوار - عبدالله الهاجري:
قال معالي الدكتور سعود المتحمي الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» إن رؤية مؤسسة موهبة ورسالتها وقيمها تتماشى مع توجه المملكة، في ظل رؤية 2030، حيث تتمثل رؤيتها في تمكين الموهبة والإبداع؛ كونهما الرافد الأساس لازدهار البشرية، ورسالتها في إيجاد بيئة محفزة للموهبة والإبداع، وتعزيز الشغف بالعلوم والمعرفة لبناء قادة المستقبل.
وأشار معاليه إلى أن لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ونظرته الثاقبة وقراءته الحكيمة للمستقبل، قدم للوطن اقتراح فكرة تأسيس كيان يعني برعاية الموهوبين إبان رئاسته مجلس منطقة الرياض، حيث صدر الأمر الملكي بإنشاء المؤسسة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثناء احتفال المملكة بالمئوية؛ تقديراً للملك الموحد المؤسس، وتقرر أن يطلق اسمه على هذه الفئة من خلال هذه المؤسسة.
وبيّن الدكتور المتحمي أنه تحقيقاً لمقولة سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حين قال: «سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف» فإن موهبة تعمل جاهدة على تشجيع الإبداع في كل دول العالم دون النظر إلى جنس أو عرق أو دين، وتجمع في برامجها الإثرائية الصيفية الموهوبين من دول عدة، كما أطلقت النسخة الأولى من مبادرة «الموهوبون العرب 2021»، وتقدم جوائز خاصة للمتميزين من الموهوبين في معرض آيسف للعلوم والهندسة في مجالات ذات أولوية تنموية عالمية من أجل وعالم أكثر ازدهاراً، وقد استقطبت موهبة 103 موهوبين وموهوبات من 20 دولة. وأضاف معاليه في حوار مع صحيفة الجزيرة أن «موهبة» تنفذ أكثر من 20 برنامجاً ومبادرة لرعاية الموهوبين وتمكين قدراتهم وتعزيز تميزهم، وتشارك المؤسسة بمن ترعى من الموهوبين، في مسابقات محلية ودولية، كما تسهم في إقامتها، من أجل تفعيل الإمكانات التنافسية لهؤلاء الموهوبين، مبيناً أن عدد الطلبة المستفيدين من موهبة بلغ 161.912 طالباً وطالبة، موزعين على البرامج الإثرائية، ومبادرة الشراكة مع المدارس وفصول الموهوبين، وبرنامج موهبة المتقدم للعلوم والرياضيات، والأولمبيادات الدولية، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» وجميعهم ثمرة البرنامج الوطني الرائد للكشف عن الموهوبين، فيما طور أبناء «موهبة» أكثر من 16.000 فكرة، وحصلوا على 15 براءة اختراع، مع قبول أكثر من 1000 طالب وطالبة منهم في أفضل 30 جامعة دولية مرموقة، وفي تخصصات نوعية تتوافق مع احتياجات خطط التنمية الوطنية، كما تحدث معالي الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» عن الكثير من الأمور التي تخص المؤسسة في هذا اللقاء:** تحمل المؤسسة اسم القائد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-، وهذا بلا شك يعطي المؤسسة أهمية كبيرة، لو تحدثنا عن المؤسسة وأهدافها وواقعها؟
- منذ الإعلان عن تأسيسها بتاريخ 03/08/ 1419هـ، كمؤسسة غير ربحية وتشريفها بحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وهي ترى أن هذا الأمر تشريف وتكليف، وتعي تماماً أن المخرجات والمنجزات يجب أن تكون على قدر هذا الشرف وهذه المسؤولية.
وفيما يتعلق بأهداف المؤسسة وواقعها فإن رؤيتها ورسالتها تجسدان ذلك بشكل واضح، حيث تم تحديث رؤية مؤسسة موهبة ورسالتها وقيمها لتتماشى مع توجه المملكة، في ظل رؤية 2030، حيث تتمثل رؤيتها في تمكين الموهبة والإبداع كونهما الرافد الأساس لازدهار البشرية، ورسالتها في إيجاد بيئة محفزة للموهبة والإبداع، وتعزيز الشغف بالعلوم والمعرفة لبناء قادة المستقبل، لتحقيق مستهدفات الرؤية ومواكبة الحراك الشامل في المملكة لبناء الإنسان والاستثمار في قدرته وإمكاناته، وما تزخر به من طاقات بشرية موهوبة ومبدعة في شتى المجالات، يتجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالمية.
** بدأت المؤسسة فكرتها بمقترح من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حين كان أميراً لمنطقة الرياض، وذلك إيمانًا منه بأهمية رعاية الموهبة والإبداع كيف انطلقت المؤسسة وكيف كانت بدايتها؟
- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وبنظرته الثاقبة وقراءته الحكيمة للمستقبل قدم للوطن اقتراح فكرة تأسيس كيان يعنى برعاية الموهوبين إبان رئاسته لمجلس منطقة الرياض، والذي كان بفضل الله ثم بفضل مبادرة مقامه الكريم نواة لما أصبحت عليه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، حيث صدر الأمر الملكي بإنشاء المؤسسة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- أثناء احتفال المملكة بالمئوية تقديراً للملك الموحد المؤسس، وتقرر أن يطلق اسمه على هذه الفئة من خلال هذه المؤسسة.
** أول من ترأس المؤسسة هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ تأسيسها حتى وفاته -رحمه الله- أثبتت ذلك مدى اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين، هل بالإمكان إعطاء نبذة للقراء عن اهتمام قادة هذه البلاد بالموهوبين؟
- إن قيادتنا الرشيدة تؤمن بأهمية الاستثمار برعاية الموهوبين والمبدعين كونهم الرافد الأهم لازدهار الأوطان، والقادرين على تشكيل آفاق مستقبلية جديدة لخدمة البشرية جمعاء، كما أن «موهبة» هي إحدى المؤسسات الوقفية التي وضع لها المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وقفاً لها، وأشرك في أجرها جميع أفراد الشعب السعودي.
وبدعم القيادة الرشيدة باتت مؤسسة موهبة نموذجاً في مجال اكتشاف الموهوبين ورعايتهم يشاد به في المحافل والمؤتمرات الدولية، كنموذج للتجارب الرائدة على مستوى العالم، ليصبح نهج المؤسسة في رعاية الموهبة والإبداع هو «النهج التعليمي الأشمل في العالم لرعاية الأداء العالي والإبداع».
** يقول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- «سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف»، ما هي خطط ورؤى المؤسسة في المساهمة لتحقيق هذا الأمر؟
- نحن جميعاً في موهبة نعلم علم اليقين حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا بعد كلمات سمو ولي العهد -يحفظه الله- فهي مهام كلفنا بها لجمع المبدعين والموهوبين من كل أنحاء العالم لصنع شيء مختلف يعود نفعه على الانسانية، وهي رسالة تحمل في طياتها مضامين سامية، وهي أن الإبداع والموهبة يكون أعظم وأكبر أثراً حين يخدم البشرية جمعاء ويسهم في التنمية المستدامة، بل إن «موهبة» ترجمة هذا التوجه إلى توجيه وتنفيذ.
وتحقيقاً لمقولة سيدي سمو ولي العهد فإن موهبة تعمل جاهدة على تشجيع الإبداع في كل دول العالم دون النظر إلى جنس أو عرق أو دين، وتجمع في برامجها الإثرائية الصيفية الموهوبين من دول عدة، كما أطلقت النسخة الأولى من مبادرة «الموهوبون العرب 2021»، وتقدم جوائز خاصة للمتميزين من الموهوبين في معرض آيسف للعلوم والهندسة في مجالات ذات أولوية تنموية عالمية من أجل عالم أكثر ازدهاراً، وقد استقطبت «موهبة» 103 موهوبين وموهوبات من 20 دولة.
** كيف تسهم المؤسسة في إيجاد بيئة محفزة للموهبة والإبداع وتعزيز الشغف بالعلوم والمعرفة لبناء قادة المستقبل؟
- موهبة كمؤسسة رائدة تواصل مسيرتها نحو التميز في بناء منظومة الموهبة والإبداع وتوفير رعاية متميزة للموهوبين وتعزيز الشغف بالعلوم والمعرفة، لتمكين القيادات الشابة من الموهوبين والموهوبات، من خلال أحدث أساليب الاكتشاف والرعاية والتمكين، وإيجاد البيئة الحاضنة، وصقل مواهب وقدرات هؤلاء النوابغ ببرامج ومبادرات ومناهج متقدمة وملتقيات ومعسكرات تدريبية، واحتكاك مع موهوبي العالم في المحافل الدولية التي تشارك فيها موهبة باسم المملكة.
** ما الأدوات والوسائل التي تتخذها المؤسسة لتمكين الموهبة والإبداع ليكونوا أحد روافد الازدهار والبناء لهذا الوطن؟
- تنفذ «موهبة» أكثر من 20 برنامجاً ومبادرة لرعاية الموهوبين وتمكين قدراتهم وتعزيز تميزهم، وتشارك المؤسسة بمن ترعى من الموهوبين، في مسابقات محلية ودولية، كما تسهم في إقامتها، من أجل تفعيل الإمكانات التنافسية لهؤلاء الموهوبين، ويضاف إلى ذلك خدمات مختلفة أخرى تقدم للموهوبين، تشمل خدمات إلكترونية في اطار تحول المؤسسة الرقمي.
وتهتم مؤسسة موهبة بشكل رئيس بمواهب التميز العلمي التي تشمل موضوعات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتتضمن مسيرة الموهوب عبرها خمس مراحل رئيسة تعمل المرحلة الأولى على اكتشاف الموهوبين من خلال اختبارات خاصة، وتقوم المرحلة الثانية بتمكينهم من خلال برامج تعمل على تعزيز إمكاناتهم، أما المرحلة الثالثة فغايتها الوصول بهم إلى التميز، وتأخذهم المرحلة الرابعة إلى المشاركة، أما المرحلة الخامسة فهي تعنى بالمواءمة مع احتياجات الموهوب والاستثمار الأمثل له.
** هل لدى المؤسسة نظام رعاية شامل ومتكامل للموهوبين؟ وهل هناك أساليب تقدمها المؤسسة لتحفيز التطور في مجال رعاية الموهوبين؟
- «موهبة» أصبحت الآن صاحبة النهج الأكثر شمولاً لاكتشاف ورعاية الموهوبين في العالم، وهذا بشهادة الخبراء الدوليين، لذلك أصبحت منارة يشار إليها بالبنان في مجال الموهبة والإبداع، ويتهافت إليها الجميع للاستفادة من تجربتها الرائدة وخبراتها الفريدة في هذا المجال.
كذلك فإن كل برامج ومبادرات «موهبة» تحفز التطور في مجال رعاية الموهوبين، وفق أحدث الأساليب العالمية، من خلال مراعاة جوانب التأهيل والتدريب للطلاب كافة، ويشمل ذلك الجانبين العلمي والمهاري، وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، وإكساب الطلبة مهارات القرن الواحد والعشرين.
** ما فرص التبادل والتعاون الدولي التي قامت بها المؤسسة؟ وهل هناك أنشطة دولية أو إقليمية تنوي المؤسسة القيام بها في الفترة المقبلة؟
- نقل تجارب «موهبة» إقليمياً ودولياً قصة عطاء سعودي، تجسيد الأثر العالمي للمؤسسة وأبنائها من الطلاب والطالبات، لذلك سعت المؤسسة منذ إنشائها إلى توسيع دائرة ثقافة الموهبة والإبداع وترسيخها في المنطقة والعالم ونقلت تجربتها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ودولة الكويت الشقيقة ومملكة البحرين الشقيقة، لنقل تجربة موهبة للأشقاء وتبادل الخبرات والاستشارات المعرفية والاكاديمية،، كما وقعت مؤسسة «موهبة» ومنظمة «اليونسكو» خطاب نوايا لبناء شراكة للتعاون العلمي الدولي بينهما، وتبادل المعرفة لدعم الدول الأعضاء ورعاية النخبة من المتعلمين في العلوم والتكنولوجيا، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية الحالية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونظمت «موهبة» ملتقًى علمياً في مقر اليونسكو بمشاركة نخبة عالمية من خبراء الموهبة والإبداع، لتسليط الضوء على دور الموهوبين في مواجهة التحديات العالمية، ومتطلبات التنمية المستدامة، كما شاركت بخمسة من طلابها في مشاورة اليونسكو الإلكترونية مع الشباب الفاعلين في مجال التصدي لتغير المناخ في المنطقة العربية التي أقيمت في يونيو 2020.
وأيضاً نظمت «موهبة» بالتعاون مع منظمة (اليونسكو) الوبينار الأول المخصص لدولة الكونغو والذي استهدف تقديم الدعم والاستشارة إلى 53 من الشباب العلماء في الكونغو، لتمكينهم من تحويل أفكارهم العلمية إلى منتجات وتأسيس شركات ناشئة، ومشاركتهم قصص نجاحهم.
وهنا أشير أيضاً إلى مبادرة «الموهوبون العرب» التي نفذتها «موهبة» بالتعاون من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» في نسختها الأولى، لاكتشاف ورعاية المواهب العربية، كما تسعى موهبة لإطلاق مبادرة لاكتشاف المواهب في العالم الإسلامي.
** كيف تتناغم وتتماشي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» مع رؤية المملكة 2030؟
- تنطلق «موهبة» في خططها وأعمالها من رؤية المملكة، وليس لدينا برنامج خارج إطار الرؤية، وهدفنا الأساسي هو المحتوى المحلي وهو الشخصية السعودية، إضافة إلى المسابقات الدولية، لهذا نعمل على تحقيق رؤية المملكة وأهدافها من الآن، من خلال مسارين؛ الأول مسار التخصص العلمي مثل الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والأحياء والمعلوماتية من أجل المسابقات الدولية، والمشاركون يمثلون علماء المستقبل يأخذهم برنامج التميز ويضعهم في أرقى الجامعات العالمية، ومن ثم يتم استقطابهم، والمسار الثاني يتعلق بالبحث العلمي، وهو عمل الموهوبين من طلاب موهبة الذين سيتحولون إلى رواد أعمال، وتتحول أعمالهم إلى منتجات. كما تعمل المؤسسة حالياً لتوسيع نطاق عملها مع مجالات موهبة في الفنون الأدائية والبصرية والمجالات الإنسانية الأخرى.
** ما الرحلة الاستكشافية والتطويرية التي تقدمها «موهبة» لرعاية المبدعين، وهل من الممكن صنع مبدع وموهوب؟
- تعمل مؤسسة موهبة على تجهيز الطالب من الصف الثالث ابتدائي ثم مراحل المتوسطة والثانوي أي تسع سنوات تحت رعاية «موهبة»، ويظل تحت إشراف مباشر من قبل المؤسسة، أما عندما يصل إلى التعليم العالي، فقد قامت موهبة بدراسة الطالب الموهوب في التعليم العالي، ونحن في نقاش طويل مع وزارة التعليم، خصوصاً بعد أن أخذت الوزارة دراسة موهبة وعممتها على الجامعات، وطلبت من الجامعات أن تتبنى مثل هذه التوصيات حسب ميزانيتها وحسب ظروفها.
وقد أنشأت «موهبة» رابطة الموهوبين الذين تخرجوا في الجامعات واستفادوا من خدمات موهبة، لتعزيز التواصل بين الموهوبين وتبادل الخبرات العلمية والعملية وتقديم الاستشارات.
وفيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك أقول نعم يمكن صناعة الموهوب أولاً بالاكتشاف من خلال المقاييس العلمية ومن ثم الرعاية بتوفير بيئة حاضنة للمواهب والابتكارات، وتقديم الدعم اللازم لهم لصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم والوصول بهم إلى مرحلة التميز، وأخيراً تمكينهم وتحويل أفكارهم وابتكاراتهم إلى منتجات ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وفيما يتعلق بالمواهب الإبداعية في المجالات الأدبية والفنية والإنسانية، فنحن بصدد التعاون مع وزارة الثقافة لإطلاق برنامج وطني للكشف عن هذه المواهب.
** إذا بالإمكان التعريج والتعريف بنماذج من المبدعين والموهوبين أسهمت المؤسسة فيها؟
- مع الإنجازات التي حققها أبناء الوطن في آيسف تم إطلاق أسماء عدد منهم على كويكبات اعترافاً بجهودهم وتميز مشاريعهم، ففي عام 2016 أطلق اسم الطالب السعودي عبدالجبار الحمود، وهو أحد طلبة الذين رعتهم موهبة من خلال برامج متعددة -على أحد الكويكبات، بعد تحقيقه المركز الأول في بحوث علم النبات في المعرض الدولي للعلوم والهندسة- إنتل آيسف 2015م، بالإضافة إلى تكريمه من قبل جائزة «نوبل» في حفلها المقام في السويد الذي حضره العديد من العلماء والباحثين الفائزين بجوائز «نوبل العالمية». وفي عام 2017م أطلق اسم الطالبة السعودية فاطمة الشيخ على أحد الكويكبات، لحصولها على المركز الثاني في معرض إنتل آيسف 2016 -في مجال علوم النبات. وفي عام 2019م أطلقت وكالة ناسا اسم الطالب فيصل الدوسري على أحد الكويكبات، بعد تحقيقه بحثاً عن تصنيع هرمونات نباتية للاستخدامات الزراعية في معرض إنتل آيسف 2018، وحقق عدة إنجازات بحصوله على المركز الثاني في مجال علوم النبات، وجائزتين خاصتين، وهذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر، فهناك مواهب سعودية من أبناء موهبة في العديد من الشركات والمؤسسات الدولية الرائدة.
** ما البرامج التي تقدمها «موهبة»؟ وماذا عن الشراكات مع الجهات الحكومية أو القطاع الخاص؟
- تقدم «موهبة» لطلابها الذين يتم اكتشافهم 20 مبادرةً وبرنامجاً، ضمن رحلة يمرون من خلالها بمختلف التجارب العلمية، بطريقة شيقة ومحفزة، ووفق تجارب عالمية، ويخضعون معها لمراحل تدريبية وتأهيلية.
ولدى موهبة عدة مقاييس للكشف على الموهوبين منها البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين الذي يستهدف الطلاب من الصف الثالث الابتدائي وحتى الأول الثانوي، ومسابقة «موهوب» إحدى وسائل مؤسسة «موهبة» لاكتشاف الموهوبين والتعرف عليهم في الصفوف من السادس وحتى الأول الثانوي، ومسابقة كانجارو موهبة، وبيبراس موهبة اللتان تستهدفان طلاب التعليم العام في الصفوف من 3 ابتدائي إلى 3 ثانوي، وكلها مقاييس تظهر للمجتمع الطلبة ذوي القدرات العقلية المتعددة، لترشيحهم مستقبلا لبرامج موهبة المختلفة لتي تبلغ نحو 20 مبادرة وبرنامج لرعاية الموهوبين، وتمثل البوابة الرئيسية والطريق السريع لدخول الأولمبيادات الدولية والمسابقات الخارجية والمشاركة فيها لطلبة التعليم العام من البنين والبنات.
كما تعمل -حالياً- على تطوير مقاييس وأدوات أخرى من خلال المسح الميداني لأفضل الممارسات في العالم في مجال الكشف والتعرف على الموهوبين والمبدعين.
وبالنسبة للشراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص فإن مؤسسة «موهبة» وضعت ضمن استراتيجيتها رعاية أبنائها من الطلاب والطالبات الذين خضعوا لبرامجها من خلال توقيع شراكات مع عدد كبير من الجهات الوطنية الرائدة لبناء أجيال المستقبل، وجرى الاتفاق مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتحويل ابتكاراتهم إلى منتجات اقتصادية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة السعودية للفضاء، وعدد كبير من القطاعات الحكومية والخاصة، لربط هذه الجهات بنخبة المبدعين من طلبة موهبة وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتعزيز رأس ماله البشري.
كما ستشهد الخطة الخمسية الثالثة توسعاً في الشراكات الاستراتيجية للوصول إلى الشرائح المستهدفة كافة في أنحاء المملكة، مع التركيز على الاستثمار في مخرجاتها من الطلبة الموهوبين والمبدعين من خلال التوجيه الأكاديمي والمهني، وربطهم بسوق العمل وأرباب العمل والاستثمار في قاعدة البيانات الوطنية الخاصة بالموهوبين لضمان اكتمال دائرة الرعاية، وضمان الاستفادة المثلي من المواهب التي تم رعايتها على مدار سنوات عدة.
** بالأرقام، ما أهم النتائج التي حققتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» منذ انطلاقتها؟
- قيادة المملكة -يحفظها الله- مكنت شباب الوطن وأتاحت لهم الفرصة للمشاركة في نهضة الوطن بأعمالهم ومبادراتهم لتحقيق رؤية المملكة 2030.
ولله الحمد كان شباب وشابات الوطن على قدر المسؤولية، وهنا أقول وبكل فخر إن أبناء سلمان استطاعوا تحقيق الجوائز وارتقاء منصات التتويج ليرفعوا رصيد المملكة من الجوائز في المسابقات الدولية إلى 453 جائزة من بينها 53 جائزة خلال العام الماضي 2021م.
وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من موهبة 161912 طالباً وطالبة موزعين على البرامج الإثرائية، ومبادرة الشراكة مع المدارس وفصول الموهوبين، وبرنامج موهبة المتقدم للعلوم والرياضيات، والأولمبيادات الدولية، والأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع»، وجميعهم ثمرة البرنامج الوطني الرائد للكشف عن الموهوبين.
وطور أبناء «موهبة» أكثر من 16.000 فكرة، وحصلوا على 15 براءة اختراع، مع قبول أكثر من 1000 طالب وطالبة منهم في أفضل 30 جامعة دولية مرموقة، وفي تخصصات نوعية تتوافق مع احتياجات خطط التنمية الوطنية.
** هل يقتصر دور المؤسسة على اكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين في المجالات العلمية فقط؟
- اكتشاف الموهوبين والمبدعين الواعدين هي المرحلة الأولى التي تسبق الرعاية، وإذا تم اكتشاف الموهوب فإن الرعاية ستكون بطريقة منظمة، ومن خلال رحلة دقيقة سبق الإشارة لها، وتتوافر فيها بدائل مناسبة لكل طالب، وفيما يتعلق باهتمام «موهبة» بالجوانب العلمية دون غيرها من الجوانب فذلك يعود إلى خطتها بتركيزها على المجالات ذات الأولوية الوطنية، ولكن من دون شك نرى أن الجوانب الفنية والإنسانية الأخرى مهمة، وأصبحت لها الأولوية كغيرها من الجوانب العلمية في هذه المرحلة، لكن عملية الاكتشاف ما زالت مكلفة بالنسبة لنا، ولذلك نأمل المؤسسات الأخرى غير الربحية بدورها في هذا الجانب مثل الجمعية السعودية للفنون وجمعيات أخرى، ولا مانع أن يتم التعاون بيننا وبين هذه الجمعيات في هذا المجال، على الرغم من أنهم هم المعنيون باكتشاف هؤلاء الموهوبين، وموهبة على استعداد تام للتعاون مع جميع الجهات وتحديداً الجمعيات الثقافية لنقل التجارب في كيفية الاكتشاف.
** أخيراً، ما رسالتكم لمن تعتقدون بأن لديه موهبة أو إبداع؟
- رسالتي لكل طالب وطالبة أن الجد والاجتهاد والمثابرة تصنع قدرات استثنائية، وفي إحدى المدارس الفكرية يشير العلماء أن كل فرد يمتلك موهبة كامنة لا بد أن يكتشفها، فكل إنسان يولد، وقد حباه الله بموهبة ما في مجال ما، ولكن كثيرين في هذه الحياة يولدون ويتعلمون ويتخرجون ويعملون دون التعرف على مجالات تفوقهم وأدائهم الاستثنائي، ودون أي العمل على امتلاك مهارات الإبداع وتوظيفها، ونصيحتي لهم أن وطننا الغالي قدم تجربة نوعية لموهوبين وهناك أدوات ومقاييس مقننة لاكتشاف الموهبة والإبداع، وهذه الظواهر الإنسانية تظهر في فترات مختلفة من نمو الإنسان، لذا عليه أن يقدم على عملية الاكتشاف وخوض التجربة، وأناشد أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية بالدفع لاكتشاف مواهب أبنائهم الخاصة والاستثنائية ودعمها.