مها محمد الشريف
صنّف مجلس الأمن الحوثيين «جماعة إرهابية» للمرة الأولى، وإدراجهم في قائمة عقوبات اليمن، وفرض حظر للأسلحة عليهم الذي تفرضه الأمم المتحدة على العديد من قادة الحوثيين ليشمل الحركة بأكملها. وأقر المجلس القرار بعد موافقة 11 صوتاً عليه، بينما امتنع أعضاء المجلس الأربعة الباقون، أيرلندا والمكسيك والبرازيل والنرويج عن التصويت.
فهل هذا يعني الانتقال إلى استبعاد الحوثي من العملية السياسية نهائياً وأنه أصبح جماعة مارقة إرهابية بنظر المجتمع الدولي؟، وبالتالي إقصاؤهم ضرورة لتحقيق السلام باليمن وهل سيقوم مجلس الأمن بمعاقبة داعميهم إيران وحزب الله؟ وكيف سيؤثر القرار على أتباع الجماعة ومقاتليها؟ هل سيقفزون من المركب قبل أن يغرق بهم؟.
لو تأملنا كيف تزداد حاجيات الدول للقانون الدولي، لتبيّنا أن شأنها في الغالب هو شأن ضروري للحد من التصعيد الحربي وإثارة الفوضى ويتم في ذلك السياق الاستشهاد بتكرار الأزمات الرهيبة وتسوية الصراعات وتبسيط المشاكل والانجرار إلى مهاوي الحروب، وكثير من هذا الضجيج الذي تحدثه إيران في المنطقة، فإنه ينبغي زيادة تكثيف الضغط عبر مجلس الأمن لشجب إرهاب إيران وزيادة عزلتها الدولية باعتبارها دولة تمول ميليشيا الحوثي في اليمن، فقد جاء القرار لمنع أنشطة جماعة الحوثي العدائية ضد المملكة العربية السعودية والإمارات والسفن المدنية، وتهديدهم لخطوط الملاحة والتجارة العالمية، ووضع حد لمعاناة المدنيين في اليمن والمنطقة في مواجهة هذه الهجمات الإرهابية.
هناك نسبة أخرى من الأحداث يقع إهمالها دائماً، مع أنها ينبغي أن تكون الأولى في الحسبان، وهو استمرار النظام الإيراني في سياسته التوسعية التخريبية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهريب الأسلحة والصواريخ والمسيرات، إلى أذرعه الإرهابية في لبنان والعراق واليمن في حربها غير التقليدية ضد دول المنطقة، تؤكده الوقائع والحوادث المتكررة.
من المؤكد أن المشهد السياسي اليوم هو الأكثر مشاهدة ومتابعة فالدول العربية التي عانت من إرهاب إيران تعاصر وتعايش الأزمة تلو الأزمة ما جعل الأطر الثقافية تتغير وقد ساهمت في نقل الحياة الطبيعة إلى حياة أخرى يغلب عليها طابع التوتر وتتصف أحداثها بالمؤسفة والمشاهد المؤلمة وأخبار القتل والقتلى، حتى أصبح في عصرنا الدعوة إلى التعايش أكبر من حجم الاستقرار النفسي الذي يعاني منه الإنسان، فيما تعالت درجات الخلافات وتنتظر مزيداً من العقوبات على نظام طهران.
فهل بدا حل مشكلة اليمن؟، في خضم أحداث عالمية متوترة، وقد بات الخبر على مدار الثواني والدقائق وزيادة مطردة في معدل التوتر والسباق على اهتمام المشاهد والمتابع وضخ كم هائل من الأخبار تحت عنوان خبر عاجل، وأصبحت تلعب دوراً مهماً في مجريات الأحداث اليومية، وهذه المتابعة تتطلب أنماطاً من العناية فهناك مطالب أساسية، وهي إعادة النظام الشرعي إلى صنعاء ومنحه القدرات الكافية لممارسة سلطاته على كامل التراب اليمني، والأساس الثاني هو وقف التدهور المتزايد في الأوضاع الإنسانية والصحية والاجتماعية للشعب اليمني وإعادة بناء القطاع الصحي والتعليمي والسكني لخدمة المواطنين كافة.