عثمان بن حمد أباالخيل
الصورة الذهنية مكونة من كلمتين هما الصورة التي يراها الإنسان والذهنية التي تعني العقل، الصورة والعقل هما من تحددان الصورة الذهنية، وترسم الصورة الذهنية للإنسان أو كل ما يدور حولنا عن طريق ما سبق رؤيته أو سماعه من الآخرين أو من خلال التجربة والتنشئة، فيتصرف الانسان تجاه الأشخاص أو الأشياء وفقاً للتصور الذهني الموجود لديه هذه الصورة ليست دائما تعطي واقع الطرف الآخر فالناس يختلفون بالحكم على الآخرين وليست كل الصور الذهنية صحيحه وتعكس الطرف الآخر.
الصورة الذهنية الحقيقية هي التي يحملها الإنسان عن نفسه والتي ترى بها نفسك وهي الطريقة التي تعرف من خلالها من أنت؟ ومن لست أنت؟ أما الصور المنقولة عن الاخرين ليس بالضرورة انْ تكون حقيقية. وفي المقابل هناك الصور البصرية للأشكال والمناظر المرئية يمكنني أن أستعيدها في الخيال من جديد وهناك الصور الصوتية التي تأتي من خلال الأذن. الصور التي يراها الانسان هي الصور الذهنية والبصرية والصوتية والحكم عليها كما ذكرت تختلف حسب رؤية الانسان. يقول الروائي الفرنسي الشهير فرانسوا رابليه «كيف أكون قادراً على قيادة الآخرين إذا لم تكن لدي القدرة على قيادة نفسي». وهذا ما أثبتته الأبحاث أن الصورة التي يرسمها الإنسان لنفسه يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يفكر بها، ارسم صورة جميلة لنفسك ترى الجمال في كل ما يقع على عينيك، والشيء الجميل أن الصورة الذهبية للإنسان تسهم في اتخاذ الانسان لقراراته سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً وتؤثر على أنماط سلوكه وهي قابلة للتغير لأنها عملية ديناميكية تتغير وتتبدل بحسب الواقع الاجتماعي الذي يتفاعل معه.
للأسف هناك صور ذهنية خاطئة مشوشة نحكم بها على الاخرين دون أنْ نُحكّم العقل. وللأسف هناك صور أخرى وحكم مسبق في الصور الذهنية عن الأماكن سلبيا مع أن هناك صوراً جميلة تعطي انطباعاً إيجابياً عن ذلك المكان إنه الانسان الذي يرسم ويحكم. وتتعدى الصور الذهنية لتنقل بعض الصور للجهات التي يتعامل معها الانسان من خلال التجارب والتعامل معها، ومن خلال معلومات مصدرها مواقف فردية قد تكون إيجابية أو سلبية، وهي تؤثر على الصورة الشاملة بالسلب أو الإيجاب، وهذا ما يسمى السمعة المميزة لتلك الجهات التي تهدف الى ايصالها والتي تبدأ تنشأ في الأذهان عنهم، إيجابية منذ البداية، وإن تعزيزها أسهل من حدوث العكس ومن الصعوبة تغيير تلك الصورة الذهنية إذا كانت صورة سلبية. (قد لا نعلم مكانتنا بقلوب بعض الناس، لكننا نشعر بها من تصرفاتهم) جبران خليل جبران.
في الختام الحكم على الآخرين من خلال صور ذهنية منقولة ليست طريقة تؤدي الغرض المطلوب والحكم التعامل هو من يحكم، وكم من صور سلبية عن الاخرين نسمعها لكننا حين نتعامل معها نجدها صوراً إيجابية جميلة.
همسة
(بعض الناس تتخوف من التعامل معهم لكنهم في الواقع هم قريبون للقلب والعقل).