رمضان جريدي العنزي
صاحبي (سعود) رجل هادئ ورزين، ليس مهرجاً ولا مروجاً ولا مهزوزاً ولا ثرثاراً، ليس عابثاً ولا فوضوياً ولا غاضباً ولا (ملقوفاً) ولا سفيهاً ولا (خبلاً)، ليس منفلتاً ولا منغمساً في تيار الجهل والمشاغبة والهجوم، أفقه واقعي، وتفكيره سليم، ومنطقه راقٍ، لا يعيش الذاتية ويمقت النرجسية والأنا، يهوى العزيمة ويمقت الوهن والضعف، منحازاً إلى السمت والوقار، ما عنده قلق ولا تيه ولا ضياع، ومحفزات الحياة عنده عالية.
على مدى أعوامه المديدة اكتسب الخبرة والحكمة والمنطق، لهذا فهو يتحكم في مشاعره وانفعالاته، ويتميز بصفات المسؤولية والكرم والشهامة وضبط النفس، لا يتتبع الآخرين، ولا أخطاءهم، منشغل بنفسه وبمحيطه، صادق في حديثه وله عفاف وشيمة، لا يحب البهرجة، والمدائح الكاذبة، والقصائد المزيفة، والتنظير الباهت، والإطراء المموه، له كاريزما على الجذب والتأثير والحضور، فكره دائماً حاضر، ومنطقه متقد، ولا يحب الضيق والتبرم والأسى، صادق وجدير بالثقة والاحترام، ورابطته حميمة مع أصدقائه، ليس همازاً ولا لمازاً ولا يغتاب أحداً، متواضع حد الدهشة، له حضور وجاذبية، هادئ ولا (يناقز) أو (يتلقف) كما يفعل الآخرون، ولا يدعي ما ليس فيه، كلامه محدد ومختصر ولا يزيد، ليس خبيثاً ولا حسوداً، ويختلف عن الآخرين في مظهره وجوهره، يحب الألوان الواضحة، ويكره الرمادية منها وذات السواد، لا يسيء الظن بالآخرين، والناس عنده سواسية، لا يناقش ولا يجادل إلا بقدر يسير ومفهوم وذي معنى، ما عنده اعتلالات فكرية، ولا يفرد عضلاته بالتنظير، وغير مصاب بالتعالي، واضح، وله رزانة واستقامة.
صاحبي (سعود) عملة نادرة، في زمن اختلطت فيها الألوان، وتداخلت فيه الأشياء، وتبدلت فيه القيم والثوابت، فتحية له، وسلام عليه، ما طار الحمام وما حط.