عبدالله العمري
رغم كل المعوقات والصعوبات التي واجهت فريق الطائي (فارس الشمال) بعد عودته هذا الموسم للعب في دوري المحترفين بعد غياب طويل في دوري أندية الدرجة الاولى، إلا أنه نجح الى حد كبير للخروج من وضعه الحالي.
وأول هذه الصعوبات هي المشكلة الكبيرة التي واجهت مدربه التونسي محمد الكوكي بسبب عدم حصوله على شهادة البرو التي تخوله تدريب الطائي في دوري الامير محمد بن سلمان للمحترفين، تداعيات هذه المشكلة بكل تأكيد كانت كبيرة جداً على فريق الطائي لاسيما وان الموسم قد بدأ، والفريق محروم من مرافقة مدربه له في المباريات الرسمية، مما كان له الاثر الاكبر في تدهور نتائج فارس الشمال في الدوري.
الا أن إدارة الطائي ممثلة برئيسها الخلوق والمتواضع تركي الضبعان ونائبه زبن الصادر لم يرموا المنديل ويعلنوا الاستسلام مبكراً لما حدث لهم.
بل عملوا بكل الاتجاهات لتعديل وضع الفريق لكي يبتعد عن شبح الهبوط الذي ربما يقود النادي لمصير مجهول في دوري الاولى يحتاج معه سنوات طويلة أخرى ليعود من جديد لدوري المحترفين.
اليوم ونحن على اعتاب جولة جديدة من عمر الدوري وبعد عمل وجهد كبير جداً بذلته الادارة الحتماوية وسط دعم كبير من محبي فارس الشمال لناديهم، نجد الطائي يحتل المركز العاشر في سلم الترتيب وهو مهيأ للذهاب لمراكز أعلى قياساً على ما يقدمه الفريق من مستوى مميز جداً.
إدارة الطائي عرفت كيف تتعامل مع وضع فريقها ونجحت في إبرام العديد من الصفقات المميزة على مستوى اللاعبين الاجانب وكانت بصمتهم الفنية واضحة مع الفريق.
أجزم ان اغلب المحايدين في الشارع الرياضي السعودي يتمنون استمرار الطائي مع الكبار فهو يمثل منطقة عزيزة جداً على قلوب الجميع، ووجود فريق مثل الطائي بلاشك إضافة كبيرة نظير الشعبية الكبيرة جداً التي يمتلكها هذا النادي في الشمال.
ولعل من أكبر المكاسب التي قدمها الطائي للوسط الرياضي هو رئيسه الخلوق تركي الضبعان، فهذا الرجل وبكل أمانة نموذج مشرف لمن يعملون في أنديتنا، فهو دائماً ما يسعى الى تغذية الروح الرياضية والاخلاق الرفيعة مع جماهير الاندية الاخرى المنافسة لناديه، والاجمل في شخصيته البسيطة أنه دائماً في أحاديثه العفوية يمثل الوجه المشع والمضيء لرجالات حائل وابنائه الكرام.
ما حدث للطائي هو درس لجميع الرؤساء، بأنك مهما سقطت قادر على تجاوز هذا السقوط عندما تعمل بكل جد وإخلاص لرفعة ناديك.
نعم الطائي لم يضمن البقاء حتى الان بصفة رسمية ومهمته ستكون صعبة لكن قياساً بما قدمته إدارته من عمل جبار فهو في طريقه للخروج من أزمته ووضعه الحالي.