عثمان أبوبكر مالي
بثبات كبير وإرادة قوية تمسك فريق الاتحاد لكرة القدم بمقدمة الترتيب وصدارة دوري بطولة كأس الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم بعد الجولة الثانية والعشرين بفوزه على منافسه (الجغرافي) بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، بعد مباراة ماراثونية، كادت نتيجتها أن تكون تاريخية في شباك الأهلي، قياسا بالأداء والمستوى الذي قدمه لاعبو الاتحاد في الشوط الأول من المباراة، إذ كان نتيجة اللعب ـ بعد نصف ساعة من انطلاقته ـ تقدمه بثلاثة أهداف نظيفة، قبل أن ينجح الأهلي في تقليص الفارق مع نهاية الشوط الأول مسجلا هدفه الأول، ليتمكن في الشوط الثاني وقبل نهاية المباراة بربع ساعة من تعديل النتيجة إلى التعادل (3/3) وكان بإمكانه الحفاظ على ذلك التعادل ليكون بمثابة (انتصار) له؛ بل كان بإمكانه الوصول إلى أبعد من ذلك، وجعل الفوز بالرباعية لصالحه، ويسجل انتصارا كبيرا ومعنويا له، وهو ما يفعله (عادة) الفريق الكبير الذي عندما يتأخر بفارق هدفين أو ثلاثة، ثم يتمكن من تعديل النتيجة (يخطف) الفوز، مستفيدا من ارتفاع معنويات لاعبيه وزيادة (الرغبة الأدائية) لديهم، مع تراجع تركيز المنافس وانخفاض الروح المعنوية لدى لاعبيه، فتنقلب المباراة والنتيجة رأسا على عقب، لكن ذلك يحتاج إلى (عمل فني) غير موجود حاليا في فريق الأهلي، الذي يفتقد للقائد الفني والمدرب الفاهم الذي يجيد حياكة (فعل كروي) للاعبيه باختيار أسلوب اللعب وخطة الأداء والتشكيلة والعناصر التي تترجم تصوره وصناعته للعب إلى أداء ومستوى وتفوق داخل المستطيل الأخضر، ومع كل ذلك يملك أيضا إحساس وقدرة التدخل والتغيير بين عناصر الفريق وخطة المباراة أثناء سيرها، وبتفاهم مع اللاعبين، ومن أين للاعبي الأهلي بكل ذلك، حتى وإن تفوقوا على أنفسهم، وهم يلعبون ضد (الغريم التاريخي) وضد مدربهم هاسي و(فاقد الحس لا يعطيه)؟!
كلام مشفر
« استعادة الأداء للاعبي الاتحاد أمام الأهلي في الدقائق الأخيرة من ديربي الغربية نجح في (تجيير) نقاط المباراة له، بعد أن كاد يضيع (أسهل) ثلاث نقاط، وكان يمكن أن تتحقق النتيجة بمجهود أقل، لو استمر اللاعبون على البداية النارية في أول نصف ساعة، لكنها أوشكت أن تضيع بعد مجهود خرافي من لاعبي الأهلي، يستحقون معه التقدير والاحترام.
« بالإجماع كان (ديربي الغربية) كامل الدسم، حضر (كالعادة) مليئا بالأفعال الكروية، والإثارة الدسمة، والأهداف الجميلة وبكل الأشكال والألوان، والتشجيع المثالي، والتحكيم الأكثر من جيد جدا، والذي أقنع الجميع، ما عدا المتعصبين والمؤلفين الذين يختلقون أخطاء وضربات جزاء وهمية.
« كدت أقول والحضور الجماهيري لولا المساحة الكبيرة التي كانت خالية في أجزاء كبيرة من المدرج المخصص للجماهير الأهلاوية (70 %) في حين كان التزاحم كبيرا في مدرجات الاتحاد (30 %) ولا بد من (إعادة) تقييم للنسبة التي تخصص في مباريات فريقي المدينة الواحدة، وجعلها (مناصفة) في منافسات الذهاب والإياب.
« يحافظ الفريق الاتحادي على فارق مريح من النقاط في الدوري بعيدا عن أقرب مطارديه، ورغم التراجع في المستوى العام في المباريات الثلاث الأخيرة، والضعف الكبير في الدفاع واهتزاز المحورين والتراخي الجماعي بعد تقدم الفريق، فليس مقبولا استمرار وتكرار ذلك فليس في كل مرة تسلم الجرة.
« غدا الخميس تشهد الجولة الثالثة والعشرون من بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان مواجهة الديربي الثانية في الدوري والكرة السعودية، في اللقاء الذي يجمع بين فريقي الهلال والنصر في المواجهة الحاسمة هذا الموسم، وبين الفريقين (ثأر بايت) سيعمل كل فريق يعمل المستحيل لكسبه.
« محظوظة الكرة السعودية بمباريات الديربي، وما أصبحت تحمله من قوة وندية ومفاجآت، بعد ديربي عسير كان هناك ديربي الغربية، ثم ديربي العاصمة وقبلها ديربي الشرقية وأيضا ديربي القصيم وديربي سدير، ويبقى رغم التعدد والطابع المختلف لكل ديربي، ديربي الغربية وهو ديربي العراقة والإثارة والأكثر تميزا، داخل المستطيل الأخضر في الميدان، وليس خارجه وأيضا ليس قبل أو بعد.
« يقول أفضل محلل رياضي سعودي (من وجهة نظري) الدكتور سلطان اللحياني، أن وجود الثنائي روما وحمد الله في الاتحاد قلل كثيرا من تأثير الغياب الكبير في الفريق على مستواه وأدائه،.. صدقت يا دكتور ولذلك ننتظر بفارغ الصبر عودة حجازي وكورنادو إلى منظومة الفريق التي لم تكتمل حتى الآن.