البحرين - جمال الياقوت:
نظمت الجمعية البحرينية الهندية حفل تدشين كتاب «غاندي.. وقضايا العرب والمسلمين» للمؤلف عبد النبي الشعلة، بـ 4 لغات مترجمة، وهي الإنجليزية والهندية والمالايالامية والأوردو، في حفل أقيم في مركز عيسى الثقافي في المنامة، وجرى بثه مباشرة عبر تقنية الاتصال المرئي «زووم»، بحضور مئات المهتمين من مملكة البحرين، والهند، ومصر ومن مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.
وشارك في حفل التدشين سفير جمهورية الهند لدى مملكة البحرين بيوش شريفاستاف، ورئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية الهندية عبد الرحمن محمد جمعة، إضافة إلى مشاركة شوبانا رادها كريشنا، وهي من أكبر الخبراء والمتخصصين في العالم في الدراسات المتخصصة بالمهاتما غاندي، وكانت المتحدث الرئيس في الاحتفالية عبر تقنية الاتصال المرئي «زووم»، فيما أدارت حفل التدشين مذيعة النشرة الإخبارية باللغة الإنجليزية في تلفزيون البحرين سارة البريك.
ويركز الكتاب التاريخي على تأثير المهاتما غاندي في العالم العربي، إذ تم إصدار الكتاب لأول مرة قبل عامين باللغة العربية، ولاقى رواجًا واسعًا، فيما يجري الآن إصدار الطبعة الثالثة منه. وتم نشر الطبعة الثانية الحالية من الكتاب باللغة الإنجليزية من مؤسسة هندية رائدة، إضافة إلى الطبعات الثلاث باللغات الهندية والتي أصبحت متوافرة في الأسواق العالمية، فيما تجري مفاوضات حالية لنشر الكتاب باللغة الفرنسية قريبًا.
ويتزامن إصدار النسخ المترجمة من كتاب «غاندي.. وقضايا العرب والمسلمين» مع الذكرى السنوية ليوم الجمهورية الهندية، الذي يوافق 26 يناير، حيث دخل دستور الهند في مثل هذا اليوم من العام 1950 حيز النفاذ، ليحل محل قانون حكومة الهند (1935)، الذي كانت الهند تحكم بموجبه منذ استقلالها عن الحكم البريطاني في 15 أغسطس 1947.
أعرب مؤلف كتابه «غاندي... وقضايا العرب والمسلمين» عبد النبي الشعلة عن سعادته بتنظيم الجمعية البحرينية الهندية لاحتفالية تدشين كتابه بأربع لغات هي الإنجليزية والهندية والأوردو والمالايالامية في مركز الشيخ عيسى الثقافي.
كما أعرب الشعلة عن بالغ سعادته بهذه المناسبة التي يتم فيها تدشين 4 نسخ بأربع لغات مختلفة من كتابه الذي صدر الإصدار الأساسي منه باللغة العربية قبل أكثر من عامين ولقي رواجًا جيدًا، والآن هو في طور إصدار الطبعة الثالثة منه.
وأعرب الشعلة عن سروره بإبداء 4 شركات نشر كبرى في الهند رغبتها واستعدادها لإصدار النسخ بهذه اللغات، حيث تغطي هذه اللغات الهند بأكملها، إذ تغطي اللغة الهندية الدولة بأكملها، ولغة الأوردو شمالها، ولغة المالايالامية جنوبها، إلى جانب اللغة الإنجليزية، ولاقت هذه المطبوعات رواجًا منذ البداية.
وقال الشعلة على هامش تدشين الكتاب «أشعر بأنني أديت دوري بكل تواضع فيما يتعلق بالمساهمة في تعزيز العلاقات وأسس التفاهم والتقارب بين الشعب الهندي وشعب منطقة الخليج خصوصا والشعب العربي عمومًا».
وأضاف «لقد حاولت من خلال الكتاب أن استنهض قيم التعايش والتسامح والمحبة والعيش بسلام بين بعضنا البعض وتجنب الإرهاب وهذه النقاط أول من أرساها والتزم بها هو المهاتما غاندي»، مؤكدًا أن مجتمعنا ومنطقتنا في أمس الحاجة إلى هذا الأمر؛ لأننا نعيش منذ سنوات في حروب ونزاعات واختلافات، لافتًا إلى أن الإنسان باستطاعته حل خلافاته ومشاكله من دون اللجوء إلى القوة والعنف والإرهاب؛ لأنها لا تحل المشاكل، وإنما تحل بالوسائل السلمية والتفاهم بعيدًا عن العنف والإرهاب، وهذا هو الهدف من الكتاب.
وأشار إلى أن قصة المهاتما غاندي هي قصة نجاح والتزام، وإذا التزم الإنسان بقيمه ومبادئه ينجح دائمًا، وقد تمكن هذا الإنسان من تحقيق استقلال بلاده وتمكن من انتزاع لؤلؤة التاج البريطاني وهي الهند من يد الإمبراطورية البريطانية من غير إطلاق رصاصة واحدة، وهذا يعطينا درسًا أن بالإمكان تحقيق الأهداف بالوسائل السلمية. وبحكم دراسة الشعلة في كلية سانت كزافييه المرموقة في بومباي (مومباي الآن) بين أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي، وصف الكتاب بأنه «تعبير عن مدى تقديره للهند لحسن ضيافتها له عندما كان طالبا فيها»، فضلا عن سعيه من خلاله إلى تقوية الروابط بين الهند ودول منطقة الشرق الأوسط.
ويرى الشعلة أن «المبدأ الرئيس لغاندي كان يرتكز على حل المشاكل بالحوار والوسائل اللاعنفية، حيث يظهر التاريخ بأن غاندي كان قادرًا على انتزاع جوهرة الإمبراطورية البريطانية من التاج البريطاني من خلال سياسة اللاعنف. وفي الوقت الذي نرى فيه ما تعانيه منطقتنا من صراعات وحروب فإن الكتاب يشكل مساهمة متواضعة لإبراز مبدأ اللاعنف والحوار كأداة جوهرية لإيجاد الحلول الناجعة لأي مشكلة».
وذكر الشعلة أن المهاتما غاندي بعد إكماله لدراسة القانون في إنجلترا وعودته إلى الهند ترافع في قضية واحدة لمسلم، وعندما ذهب إلى جنوب إفريقيا عمل أيضاً في شركة صاحبها مسلم وأصبح مستشارًا لها، مشيرًا إلى أن غاندي مدافع عن الإنسانية والحقوق.
ويقدم الكتاب تجربة قراءة شيقة، حيث يعيد النظر في الإرث الفكري للمهاتما غاندي، ويستعرض تقديره للإسلام ولشخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما يلقي نظرة شاملة على المحطات المختلفة من حياة المهاتما غاندي، وتأثيره الذي لم يقتصر على السياسة والمجتمع في الهندي، بل امتد إلى العالم العربي.
وفي ختام حفل تدشين الكتاب بأربع لغات، أهدى المؤلف عبد النبي الشعلة نسخًا موقعة من الكتب لسفير جمهورية الهند في البحرين، ورئيس مجلس إدارة الجمعية البحرينية الهندية.
قدر سفير جمهورية الهند بيوش شريفاستاف حجم التبادلات التجارية بين مملكة البحرين وجمهورية الهند في العام الماضي بأنها تجاوزت 1.1 مليار دولار، مسجلة ارتفاعًا عن العام 2019.
وأشار إلى ارتفاع حجم الاستثمارات في كلا البلدين، وتأتي الاستثمارات الهندية في المملكة بالمرتبة السادسة ويقدر حجمها بـ 1.20 مليار دولار.
وأكد السفير أن العامين الماضيين شهدا تركيزًا على اللقاءات الثنائية بين الشركات بين البلدين، وكانت النتائج إيجابية، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين والاستثمارات.
وألقى سفير جمهورية الهند، بيوش شريفاستاف كلمة هنأ فيها عبد النبي الشعلة بتدشين الكتاب بعنوان «غاندي.. وقضايا العرب والمسلمين»، معربًا عن إعجابه بالعمل والبحث المعمق في حياة غاندي وأفكاره وتراثه الفكري ومثله العليا، مشيرًا إلى أن توافر الكتاب حاليًا بـ 5 لغات هي العربية والإنجليزية والهندية والأوردو والمالايالامية يعكس مدى نجاحه وانتشاره.
وأضاف «لقد تم تدشين الكتاب اليوم بـ 4 لغات بمناسبة يوم الجمهورية الثالث والسبعين للهند، كما أنه تكريم للمؤلف الذي يعد مثقفًا بارزًا، ومحبًا لغاندي، وحاملاً لشعلة روابط الصداقة والشراكة القوية بين الهند ومملكة البحرين».
واعتبر السفير أن «تدشين الكتاب اكتسب أهمية مضاعفة؛ لتزامن تدشينه مع احتفال جمهورية الهند ومملكة البحرين باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين»، واصفًا المناسبة بأنها «احتفال بتاريخنا المشترك المتجذر في التجارة والثقافة والعلاقات الوثيقة بين الناس»، في إشارة إلى تقوية العلاقات الثنائية في جميع القطاعات الرئيسة، السياسية والأمنية، والاقتصاد، والتجارة، والثقافة، إلى جانب العلاقات بين الشعبين على مدى الأعوام.
وذكر أن الكتاب في نسخته العربية دشن قبل أعوام عدة، كما أن النسخة الإنجليزية متوافرة في السوق منذ نحو عام واحد، ما يعكس شهرة الكتاب، مؤكدًا عمق العلاقات بين البلدين.