رمضان جريدي العنزي
الأصدقاء أجناس وأنواع، صديق تتحدث إليه، وصديق يمكن الاعتماد عليه، وصديق تقضي وقتك معه بأريحية تامة، وصديق أمين يحفظ سرك وسيرتك، وصديق حنون ودود، وكل له شخصية وطريقته وأسلوبه، وهناك في المقابل بعض الأصدقاء نرجسي وذاتي، وصديق سلبي، وصديق استغلالي، وصديق لا يمكن التحدث معه، ولا المزح معه، ودائماً (يفهم بالمقلوب)، وصديق مخادع، وصديق سام، وصديق منفعة، وصديق ثرثار، وصديق سلبي، وصديق حسود، وصديق يبطن غير ما يظهر، وصديق يتصيد الزلات والهفوات وينشر الإشاعات، وعلى جميع الأشخاص أن يفهموا ويعوا كيفية التمييز بين الصديق الحقيقي الذي يجب الاستمرار معه، والصديق السيئ الذي يجب الابتعاد عنه والحذر منه، إن الأصدقاء العقلانيين هم من تستمر العلاقة معهم، كونهم لهم تجارب غنية وثرية في الحياة، ويمكن أن تعتمد عليهم وتنهل منهم، إنهم ابتهاج في القلب، ولذة في الروح، وسخاء في النفس، وعون وبذل وعطاء، وصفح عن الزلات والأخطاء والهفوات، وعروة وثقى، وحبل متين، إن مادية العصر قضت على كثير من الأصدقاء الوجدانيين، أصحاب العاطفة والود والرحمة، فأصبح بعض الأشخاص يكون علاقاته مع الآخرين لمجرد الكسب والمنفعة والفائدة والسمعة، وهي معاييره الثابتة والدائمة مع الناس، بعيداً عن المعنى الكريم والثمين والحقيقي للصداقة، إن الصداقة الحقيقية أساسها الحب، وعمادها الاحترام، وثباتها طيب النوايا، وحسن المقاصد، إن الصديق الحقيقي شريك في كل شيء في الأفراح والأتراح، في القوة وفي الضعف، في الرخاء وفي الشدة، إن خير مكاسب الدنيا صديق صادق صالح، صادق اللسان والمواقف والسلوك والتعامل والأخلاق، إن مدح صدق، وإن ظلم صفح، إن الصديق الحقيقي أنيس المعشر، حلو الحديث، يكتم السر، ويستر العيب، ويبذل الوجه والجاه، صحبته حلوة، وخدمته مصونة، يتغافل ويصفح وينسى، سليم الصدر، صافي النفس، وتعامله رقيق، إن الصداقة الحقة تهذب النفوس، وتورث المحبة، وتسمو بالأخلاق، إن صداقة الفضيلة الثابتة أفضل بكثير من صداقة المنفعة المتغيرة، والصديق الودود أفضل بكثير من الصديق المتقلب الذي كل يوم هو في حال وشأن.