تم بناء قصر خزام عام 1347هـ وتم الانتهاء منه عام 1351م أي أن بناءه أستغرق قرابة الخمسة الأعوام.
وقبل ذلك كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إذا نزل جدة يسكن في بيت نصيف، ولم يدم طويلاً حتى انتقل للقصر الأخضر في حي العمارية بجدة، حيث كان يتردد عليه كل ما نزل جدة خلال ثلاث سنوات تقريباً والقصر الأخضر تعود ملكيته للشيخ علي بن ناصر العماري - رحمه الله - الذي قدم من عنيزة لمدينة جدة في نهاية العشرينات الهجرية تقريباً.
وقصر خزام يقع في النزلة اليمانية في الجنوب الشرقي لجدة التاريخية، والمنطقة التي اختير فيها موقع القصر راجع لطيب مناخها وهوائها وبعدها عن الرطوبة.
سبب التسمية بخزام هناك من أرجع سبب التسمية لوجود نبتة الخزامى في أرضه وحوليه، ولم أجد لدى من ذهب لذلك أي مصدر أو وثيقة تثبت صحة ذلك، ولو رجعنا لمصادر اللغة العربية وبحثنا فيها عن معنى (خزام) لوجدنا أن معناها الزمام الذي يقاد به البعير ويربط في أنفه بعد خزم أنفه والخزّام تعني كذلك المذل من قوله: خزم أنفه أي أذله أو أهانه. وتكرار اسم خزام على قصور الملك عبدالعزيز - رحمه الله- تؤكّد أن التسمية لا تعود لنبتة الخزامى.
فهناك قصر بمنطقة الأحساء اسمه قصر خزام وقد بني قبل قصر خزام الذي بجدة بعدة عقود، ويرجّح انه بني في السنوات الأولى للحكم السعودي للأحساء ما بين 1298هـ - 1313هـ ، حيث استخدم كقاعدة لسعود بن عبدالعزيز الكبير لإخماد وتحركات بني خالد عام 1335هـ كذلك يوجد قصر اسمه خزام بمركز مليح بمحافظة الغاط فلو كان سبب التسمية هو وجود نبات الخزامى لكان اسمه بقصر الخزامى وليس قصر خزام.
وعملية بناء قصر خزام كانت على أيدي بنائين من أهل جدة، وكان المشرف عليهم هو المعلم محمد عوض بن لادن، وكان القصر مبنياً من الحجر الآجور (المنقبي) وأسقفه من عود الخشب الجاوي.
ثم بعد ذلك بثلاثة سنوات تقريباً قامت الشركة الأهلية المصرية ببناء ملاحق له وكانت من الخرسانة المسلحة، منها القصر الذي كان يستخدمه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لاستقبال ملوك ورؤساء الدول والوزراء والسفراء وكبار المسؤولين، وكان يطلق عليه قصر الملك.
وهناك قصر ملاصق له يطلق عليه قصر الحرملك بني في نفس الفترة وهو خاص بنساء وزوجات الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
وقد شهد قصر خزام عدة اتفاقيات منها توقيع اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين الحكومة السعودية وكان يمثّلها وزير المالية الشيخ عبدالله بن سليمان ممثلاً عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وشركة ستاندر اويل اوف كالفورنيا ويمثلها مستر لويد هاملتون في 4 صفر 1352هـ الموافق 29 مايو 1933م، وتوقيع معاهدة حسن صداقة والجوار مع دولة الكويت، وتوقيع مذكرات متبادلة مع مصر بخصوص مشاريع عمرانية وكان ذلك بتاريخ 29 يوليو 1940م، كما تم في القصر تجديد معاهدة جدة مع الحكومة البريطانية وكان ذلك في عام 1943م، وأيضاً توقيع اتفاقية مطار الظهران مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقيع اتفاقية تجارية مع دولة سوريا، وتوقيع معاهدة صداقة مع باكستان.
أما البوابة الرئيسة للقصر فقد تصدرت صورتها العملة النقدية الورقية في عام 1375هـ 1955م.
** **
صالح المسند التميمي - باحث في التراث السعودي وتاريخ جدة