د.نايف الحمد
«من جديد.. ستكون الجماهير الرياضية العربية على موعد مع فصل آخر من فصول الصراع المثير بين الهلال والنصر الخميس القادم 3 مارس لحساب الجولة 23 من دوري المحترفين في إعادة لمباراة الأسبوع الماضي التي نجح الزعيم الهلالي بحسمها والتأهل لنصف النهائي في مسابقة كأس الملك.
«ظروف متباينة أحاطت بالفريقين وأفرزتها أحداث مباراة الكأس الأسبوع الماضي، حيث خرج النصر من بطولة أخرى هذا الموسم على يد غريمه الهلال بعد الخروج الآسيوي المر بنفس النتيجة 2/1 وعلى ذات الملعب في (مباراة القرن) في نصف نهائي دوري الأبطال التي عُرفت بعد ذلك بمباراة (ركزة البليهي) الشهيرة. «الفريق النصراوي وبعد أن خسر فرصته في مواصلة مشواره في بطولة كأس الملك واقترابه من الخروج مبكراً من منافسات الموسم الحالي لم يعمد مسيروه وغالبية إعلامه لمناقشة أسباب هذا الإخفاق في ظل الدعم المالي الكبير للفريق، بل فضلوا البحث عن شماعة يعلقون عليها ذلك الإخفاق !
«من السهل على الإدارة أن تلقي الأوهام لتبرير فشلها لكن الواقع سيكشف زيف مثل هذه الادعاءات.. فمن تابع لقاء الهلال والنصر سيدرك تماماً الفروق الواضحة في أداء الفريقين وكيف استطاع الفريق الهلالي تحجيم خصمه وفرض سيطرته وشخصيته على كامل أجواء المباراة.
«في النصر عند الإخفاق لا يذهبون لمناقشة مشاكلهم وتصحيحها، بل يعمدون لتبرير خسائرهم بمهاجمة الحكام واللجان، لذلك هم لا يتقدمون.. فالفريق يمتلك خامات رائعة محلية وأجنبية لكنهم لا يقدمون المردود الكافي لتحقيق الإنجازات بسب تكرار الأخطاء؛ وقد شاهدنا التهيئة النفسية غير الجيدة للاعبين وخروجهم عن النص وافتقادهم للتركيز، ويبدو لي أن إدارة النادي تحتاج للتهيئة النفسية أكثر من حاجة اللاعبين، لكونها تتسبب في افتعال الكثير من الأحداث التي أثّرت على مسيرة الفريق.
«الفريق الهلالي يدخل اللقاء بمعنويات عالية واستعداد تام لمواصلة نجاحاته فيما تبقى من هذا الموسم مع مدربه الجديد دياز الذي يقود الفريق بشكل رائع أعاد به الموج الأزرق لشخصيته وأصبحت الجماهير تنتظر إطلالته لتستمتع بـ (خلطة سالم) ورفاقه خاصة في المواعيد الكبرى.
نقطة آخر السطر
«ما حدث في لقاء الهلال والنصر في ربع نهائي كأس الملك من تشنج لا يتناسب مع ما وصلت له مسابقاتنا الكروية من تطوّر ومتابعة جماهيرية.. فمثل هذه المظاهر تسيء للرياضة السعودية وتفسد متعة مشاهدة مثل هذه المباريات، وقد شاهد العالم ماحدث من لغط وتجمهر لدكة بدلاء النصر خلف حكم المباراة لحظة متابعته لحالة (VAR) وكذلك الانفعالات الصادرة من أجهزة الفريق المختلفة أثناء المباراة وما تلاها من تصريحات افتقدت للمنطق !
«أتمنى ألا نرى مثل هذه المشاهد مساء الخميس القادم وأن تسود الروح الرياضية في مثل هذه المواجهات الكبرى والتي تعبر عن تقدم الكرة السعودية وثقافة المجتمع السعودي ورقيه.