بدأ عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- بتوليه الحكم في الدرعية وقيامه بتأسيس الدولة السعودية الأولى في النصف الثاني من عام 1139هـ الموافق 1727/2/22م، وكانت الدرعية قبل تولي الإمام محمد بن سعود تعاني من انقسامات ونزاعات كما واجه المؤسس الكثير من العقبات والتحديات، ولكنه -رحمه الله- استطاع بما أوتي من حكمة وحنكة وشجاعة وهمة وقدرة على التأثير مع ما يتصف به من استقامة وصلاح وتدين وحب للخير استطاع أن يواجه كل هذه المشكلات والعقبات والتحديات، وأن يتغلب عليها ويوحد الدرعية ويتمكن من نشر الأمن والاستقرار في أرجائها وما حولها وقد ذُكر عنه -رحمه الله أنه لا يرى شاباً من أهل بلدته غير متزوج إلا سأل عن حاله فإذا قيل له إنه لا يستطيع الزواج أمر بمساعدته وتجهيزه وأمره بالزواج وهذا نموذج من نماذج كرمه وحبه للخير..
وبعد أربعين سنة من العمل الجاد والكفاح المتواصل والقيادة الحازمة تمكن من تأسيس دولته.
وكان من أبرز أعماله وإنجازاته
1 - توحيد شطري الدرعية تحت حكم واحد.
2 - تنظيم الحياة الاقتصادية للدولة.
3 - الاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي قوة أو زعامة داخلية أو إقليمية.
4 - التصدي للقوى الغازية التي تهدف إلى القضاء على الدولة الناشئة.
5 - تأمين طرق الحج والتجارة.
وقد قامت هذه الدولة التي أسسها وبناها محمد بن سعود على الإسلام الخالص المستمد من كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- يقول المرحوم الملك فهد بن عبد العزيز قامت هذه الدولة السعودية الأولى على الإسلام وعلى منهج واضح في السياسة والحكم والدعوة والاجتماع.
ويؤكد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- حيث يقول: إن هذه الدولة التي قامت منذ ثلاثة قرون تقريباً أو أكثر هي دولة التوحيد التي قامت على أسس ثابتة من الكتاب والسنة.
ويقول حفظه الله في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية:
(وما قامت به الدولة السعودية أشار اليه المؤرخ الاجتماعي عبدالرحمن بن خلدون في رؤيته التاريخية العامة حين قال: إن العرب لا يحصل لهم ملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم على الجملة، وهذا هو الذي تحقق حيث قامت الدولة السعودية الأولى على أساس الدين وكان له الأثر الكبير من حيث الأمن والاستقرار والازدهار).
ومن هذا المنطلق أدرك الإمام والمؤسس محمد بن سعود- رحمه الله- ببصيرته النافذة وحكمته البالغة وفطرته السليمة أهمية العلم والدعوة إليه وتأسيس دولة تقوم على ذلك.
ومع أن الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة وتسكن في الوادي الذي يسمى باسمها فإنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته بل تجاوز ذلك ليؤسسها على الدين ويلتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بهذا التأسيس وبهذه المبايعة التاريخية بدأت أسس الدولة السعودية الأولى التي تقوم على الدين).
إن هذه الكلمات الرصينة العميقة المستقاة من الواقع من رجل السياسة والثقافة والتاريخ والجغرافيا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- جاءت لتؤكد الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى والتي استمرت عليها الدولة في جميع مراحلها إلى يومنا هذا وتؤكد الرباط الوثيق بين الدولة والدعوة أسأل الله عز وجل أن يجزي قادتنا وولاتنا خير الجزاء، وأن يرحم من مات منهم ويحفظ الأحياء ويبارك لهم في أعمارهم وأعمالهم وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ويمدهم بعونه وتوفيقه ونصره وتأييده كما أسأله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.
** **
د. إبراهيم بن محمد أبو عباة - عضو محلس إدارة جمعية التنمية والتطوير بشقراء