عمر إبراهيم الرشيد
من ضمن ما تنوء به هواتفنا المحمولة، وصلني من صديق شكوى مكتوبة من إحدى الزوجات تذكر فيها حنينها إلى طليقها الذي أدمن ضربها، حتى أنها كانت تذهب إلى المستشفى لكسر في أحد أضلاعها أو رضوض في جسمها.
والأغرب أنها متبرمة من زوجها الحالي الذي ارتبطت به بعد طلاقها من (عنتر) زمانه، رغم أن الحالي تصفه بالحنون الكريم الذي يساعدها حتى في بعض أعمال المنزل، وتقول إنها لا تحبه رغم هذه حسن معشره معها، وسألني صديقي عن رأيي في المسألة فارتأيت أن يكون مقالي هذا عنها.
وأقول رغم أني لست أخصائياً اجتماعياً ولا نفسياً، إنما لعل مدرسة الحياة قد علمتني ما أدلي به كرأي يقبل الأخذ والرد، بأن الزوج الثاني أخذ على عاتقه دور المضمد لجراح هذه المرأة، وأن يكون تعامله عكس تعامل الزوج الأول تماماً، وربما نسي في هذه الحال أو غفل عن دوره كرجل حازم يدرك كيف يمسك بالعصا من الوسط كما يقول المثل. ولعل هذه الزوجة حين تحن حسب كلامها إلى عنف وضرب زوجها الأول، إنما هو بسبب فقدانها لشخصية (الرجل القائد) وقد قالت ما قالته عن حنينها إلى الضرب بعقل عاطفي وصيغة مبالغة كما نقول، وإلا ليس هناك امرأة ولا رجل يستعذب الضرب والإذلال، إلا إن كان قد تلبس دور الضحية فلم يقدر الانعتاق منه، إما بسبب تطاول واستمرار وضعه كضحية لفترة من الزمن، أو لوجود علة نفسية تحتاج إلى علاج سلوكي ونفسي.