ذَكِّر بأيامنا البيضاء يا زمنُ
واستلهم المجد، فالتاريخ مؤتمنُ
سلمان عرَّفها إرثاً وذاكرةً
في بردتَيْها تنامى الصحو والشجنُ
مرت عقودٌ وأحقابٌ وما فتئت
قرينة السعد.. والآمال تُرتَهنُ
(آل السعود) بنوها دولةً عبرت
كل القرون.. فما غابوا وما وهنوا
(محمدٌ) في سماء المجد صاغ لنا
مجداً تراءى له الأزمان تحتضن
ففي (الطريف) مواثيق لنا نسجت
وفي (البجيريْ) تلاشى الشر والإحن
ومن (غُصيبَة) بات الإرث مكتملاً
تنمو عليها القرى والريف والمدنُ
وأصبحت منطقة (سمحان) منتجعاً
(لاهل الدروع) فثم الأهل والسكن
واستقبلت زمناً تجلو سرائره
ديار عزٍّ لها الرايات تقترن
وجاء (سلمان) يحيي كل ما اندثرت
من التواريخ حتى استيقظ الزمن
فقال في كتب الآفاق إن لنا
إرثاً تنامى وتاريخاً به وطن
على الشريعة والتوحيد منهجه
طول المدى مسلك يُروَى ويُحتَضَنُ
دانت له أرض (نجد) مذ بدايته
وامتد (شرقاً) فزال الشر والفتن
وفي (الحجاز) عرىً للدين وثَّقها
آل السعود فلا خوف ولا حزن
وفي (عسير) تنامت دولةٌ عظمت
في الخافقين وجاء الملهم الفطن
كل (الجنوب) غدا أمناً ومنزلة
في واحة من رياض العدل تأتمن
فالأمن والوحدة الغراء وارفة
يشدو بها الأنفسان: السر والعلن
يوم تأسس فيه المجد منسكباً
نحو العلا عروة وثقى لها فنن
(يومٍ بدينا) شعار سوف نذكره
في كل عامٍ ليبقى الموئل الحسن
** **
- د. يوسف حسن العارف