«الجزيرة» - حمود المطيري:
أصدر الكاتب والباحث في التاريخ السعودي الأستاذ خالد بن عبد الله العبودي كتاب «مولد أمة» والذي يأتي تزامناً مع يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية والذي يوافق يوم 22 فبراير من كل عام.
ويحتوي الكتاب على قصة من قصص الحقيقة والبطولات، ورواية من روايات الإثارة والتحديات، وملحمة ملهمة لجميع السعوديين والسعوديات، رسمت في سلسلة مترابطة ومتلاحمة، وتجسدت في منظومة متناغمة ومتناسقة، وأخرجت في مشاهد متتابعة ومتوالية، وجاء بها هذا الكتاب بلا عناوين ولا أقسام، ولا فصول ولا أبواب، ولا هوامش ولا فهارس، قصة واحدة من الغلاف إلى الغلاف، قصة السعودية والسعوديين، من الولادة والتكوين إلى الريادة والتمكين، ومن النشأة والتأسيس إلى الوحدة والتوحيد، جمع فيها المؤلف العبودي الوقائع والأحداث التاريخية التي صاحبت مسيرة النشأة والتأسيس منذ تولي الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية عام 1139هـ وحتى قيام الملك عبدالعزيز بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية عام 1351هـ، وذلك عبر الإبحار في بطون الكتب والمصادر التاريخية التي عاصرت هذه الرواية الخالدة ووثقت أحداثها ووقائعها.
وقد أُطلق على الكتاب عنوان سامٍ هو (مولد أمة) ويتفرع منه عنوان هادف هو (كيف كنا وكيف أصبحنا) ويشرح هذين العنوانين عنوان بارز هو (قصة السعودية من الولادة والتكوين إلى الريادة والتمكين) وتم تحديد الفترة الزمنية لهذه القصة التاريخية من عام التأسيس 1139هـ إلى عام التوحيد 1351هـ.
وتحقيقاً لذلك، فقد أدرج المؤلف في هذا الكتاب القصص والوقائع والأحداث المنهكة والمتتابعة التي حصلت في الأدوار الثلاثة من قصة السعودية خلال تلك الحقبة الزمنية التاريخية، والتي احتاجت إلى عقيدة صادقة، وهمة عالية، وعزيمة قوية، ونفس طويل للوصول إلى النتيجة الحاسمة والغاية السامية والهدف المنشود، وذلك ليعلم القارئ علم اليقين، ويدرك تمام الإدراك، أن المخاض قبل الولادة كان مؤلماً وشاقاً، وأن الاجتماع بعد الفرقة والشتات احتاج إلى جهود جبارة ومتلاحقة، وتضحيات مستمرة ومتتابعة، وبطولات معلومة ومشهودة، تخللتها الكثير من العوائق الكبيرة والحواجز المنيعة والمخاطر الجسيمة.
وقد جمع المؤلف في كتابه هذا ما يظن أنه لم يجتمع في كتاب واحد، حيث قصد أتم الروايات فنقلها وأضاف إليها من غيرها ما ليس فيها، وأودع كل حادثة في سياقها، ثم قام بإعادة تشكيل تلك القصص والوقائع كما وقعت، وأخرجها وفق تركيبة قصصية مترابطة لجذب حواس القارئ وإثارة حماسه لمعرفة النتائج والنهايات.
وقد كان المؤلف محايداً وموضوعياً في نقله وجمعه، واعتمد على المنهج الحولي للحفاظ على تتابع الأحداث والقصص دون الإخلال بتاتاً بالوحدة الموضوعية التي ظلت متماسكة بصورة قصصية مشوقة ومترابطة، وابتعد تماماً عن المنهج التحليلي ومقارنة الروايات وتفسير الوقائع والأحداث أو التعليق عليها أو إدخال العاطفة والأحكام في ثنايا المواقف، سواء كانت تمجيداً وتبجيلاً أو ذماً وتنكيلاً، وترك للقارئ الكريم المساحة الكاملة كي يقرأ القصص والمواقف والأحداث بصورة مجردة، وينزل أحكامه العقلية والعاطفية على النتائج والنهايات.
وتأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتضمن العديد من القصص والمواقف التي لم يسبق لها أن تنشر، ويحمل بين جوانبه خلاصة شاملة لقصة تأسيس السعودية، لاحتياجنا إلى المزيد من المناهل الثقافية التاريخية المتنوعة التي تسلط الضوء على عمقنا التاريخي الوطني، وترسخ الهوية الوطنية لدى أجيالنا الصاعدة.