د. أحمد بن محمد جعوني

يعيش وطننا الغالي وما زال بقيادة راسخة متينة عبر عصور مضت تاريخاً مجيداً تخلده ذكريات عميقة تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وتجديداً لذكرى المناسبات الوطنية التي تعيد بنا الذاكرة إلى صور التقدم والنماء يعيش اليوم وطننا وبأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يوم (22 فبراير) من كل عامٍ يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس). وبكل فخر يثمن الشعب السعودي الأمر الملكي الكريم الذي يعود بنا إلى ذكرى ذلك اليوم العظيم الذي تأسست عليه أركان هذه الدولة المباركة بدستورها القرآن الكريم وسنة رسول الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم-. نسترجع محطات حضارية تستحق الفخر ببلادنا العظيمة بقيادتها الحكيمة إبان عهد المؤسس الإمام محمد بن سعود 1139هـ- 1727م، قبل أكثر من ثلاثة قرون بتوحيد إمارة الدرعية، ففيها تأسست الدولة وحققت الوحدة والاستقرار وانتشرت العلوم الشرعية نتيجة مناصرة الإمام محمد بن سعود الدعوة الإصلاحية وما أرسته بقية العلوم من توحيد وأمن وتنمية.

في هذا اليوم الفريد بدأ التغيير وكُتِب التاريخ المجيد وتكون الاعتزاز المكاني والزماني وتوحدت به منظومة الترابط الاجتماعي ذات المعاني العظيمة والدلالات الراسخة التي آلت إلى تغير عميق وكبير؛ لترسو من خلالها دعائمٌ متينة ومبادئ حُق لنا أن نستشعرها بروح المسؤولية تجاه هذا الوطن العظيم، وما قدمه حكّام هذه البلاد من تضحيات ساهمت في تغيير أركان هذه المنطقة الجغرافية من قبائل متفرقة إلى وحدة صف إلى منظومة متكاملة إلى تغيير وتطوير إلى صناعة تاريخ مشرق حُددت بوصلته للسير نحو القمة.

يوم التأسيس صور لكل نمو، وفكر لكل تقدم، ووعي تاريخي لكل تغيير جسّد الترابط الذي يعكس أثر قيمة وأهمية الهوية السعودية بطريقة متماسكة ويعزز روح الانتماء بهوية متناغمة تعبيراً لقصص البطولات التي مضت وتضميناً لتلك الحدود التي نمت، فمعنى أن يحقق الفرد قيمة تلك الهوية هو معنى لتفسير حب الوطن عبر مواقفه التليدة كذكرى يوم التأسيس.

صور التغيير التي مرت عبر مراحل تكوين الدولة السعودية الأولى بذلك النُبل والعادات والتقاليد الأصيلة وبالقيم التي تعبر عن مكنون الحياة الاجتماعية وشعارها آنذاك (كالعلم السعودي والنخلة والصقر والخيل العربية والسوق) ما هي إلا تفسير لحياة ذلك الزمن وهويته وثقافته وتراثه، وما سار عليه من تغيير وحداثة للتقدم والنماء شاحذاً الهمم نحو كل تغيير فريد، نحو التقدم والازدهار مبينةً رسالته لكل الأجيال بالسير نحو تلك الخطى في التقدم المستمر فهم روّاد التقدم والتطور في المجتمع، ونبض الحياة ونبراس الأمل المضيء.

في يوم التأسيس يحُق لكل مواطن ومقين على هذه الأرض الطيبة أن يتباهى بهذا الوطن العريق ويعتز بتقدمه المستمر بخطى حثيثة نحو الازدهار والرقي نحو الاستمرار الدائم في التغيير للأفضل، مستشرفين بنمو جديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- نحو تحقيق الرؤية الوطنية 2030م، (وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي)، هذا الترابط وعي، وهذا التماسك بين القيادة والمواطن انتماء وتعبير لروح الولاء للاستمرار في التطور والتغيير نحو الأمام.

** **

- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية