عبدالمحسن بن علي المطلق
أجزم أنه سيعذب، إلى حد درجة أن يملك المجامع منّا، لأن هذه دارنا عزنا، هي والفخار.. هذه الفترة لا نتحدّث إلا عن يوم التأسيس لأنه بمثابة (قاعدة) الانطلاق للمجد والعليا، ونقطة التحوّل التي كانت (جمع)، ثم انطلاق الى أعلى أفق، إذا هي بدء لعهد، أجزم أنه يملأ صدورنا حبا لوطن بنته السواعد، والشواهد على هذا كثيرة، فالمسيرة رغم بلوغها من صروح دالة على ما بلغنا إلا أنه لا ولن نقتنع فضلا أن نتثائب للحظة.. لأن البناء لم نُقمه لننافس، بل أقمناه من أجل آمالنا التي لا يحدّها حدّ، فحسب، ذاتنا أن نحقق لها خلّص طموحاتنا، فوطني أترع وداً بين جانبي سبيله، ما جعل أهله يعشقون المنافسة، ليطلعوا العالم قاطبة أي قوم بلغ بمحبي أرضهم..
وأي أمة تتكلم أفعالها عنها..
وأي شعب لهفٌ للآمال الكبرى..
فبوفائه لهذا الحب طرّا من يدعوه..
كما (قد أخبرت عنه المنجزات)، فحديث العين هو لا سواه المخبر، مما يقوم العيان عن الإنباء به.. فوطننا هو نحن لأن حبه متجذّر لدرجة اختلطت بأهله أمشاجه، مما تجعل المقالة فيه لا تشبعها الكلمات، ولا تسدّ ما نكتز حياله الجمل.. أن تنيب ولا في الصيغ التي قد نحترف باملائها.. لكنّ هي ذاتها ستقرّ بالتقصير فأي تعبير وإن كان من باب الإبداع عما نكن لبلادنا، لكنه بضع.. أي لا يقوم مقام المشاعر التي لا شك اليوم وهي تدشّن (أولى) مرور هذه المناسبة لتقدّم خطاباً مقتضباً مهما مددنا من بحر كلماته. فحين يعبّر الطفل عن أحد والديه فقد تخدمه فطرته أن يملي عن مشاعره لكن حين يكتب الكبير عن التأثير الذي يروم تقريبه للقارئ، فإذا أولى مثبطات بلاغته أن منطقه لو تخيّر من رونق ما قد تفيض عن أبعادها المشاعر، وانتقى من بين عذبها لن يلفى من تلكم التي بالفعل إن قال بها كفته مؤونة ما بداخله من بثّ حبّ ما لهذا الكيان في كل جنان الكيان الذي ضمّ منّا كل شيء، وحدة، اجتماع، تآلف، ترابط... الخ من المفردات التي تقول بلسان حالنا وببعض ما نُكن لك يا وطن الخلود الذي: آلينا لا نبيع.. ولا نسوّغ لمن يتماهى ببعض أعذار لا ولن ترتقي أن نقبل منه.. تأتي هذه - المناسبة- لنذكر «أبو تركي» رحمه الله.. الذي أعاد النظم في تقريب بعيدات المرامي، ولفيف المناطق تحت مسمّى يبقى هو، فالمكان والزمان حبيسان ذاك العنوان.. الذي اختزنّا به كل دلالة تتدلل تنغّم تقسم تراتيل حبّ صاف لا تكدّره الدلاء واجفة ذواتنا غير راجفة على شموخ ما أن نحسّه.. إلا وتمتلئ رضا بوطننا، فهو سعدنا..