عبدالله العمري
التحكيم وأخطاؤه قضية جدلية لا يمكن أن تنتهي بين عشاق المستديرة في جميع أنحاء العالم، لكن أن أجعل التحكيم دائماً وأبداً شماعة لفريقي عند كل خسارة يتعرض لها هو أمر فيه تضليل لعمل إدارة النادي السيء وتقصيرها مما يجعل الأخطاء تستمر وتتكرر دون تصحيحها من قبل المسئولين عن النادي وشئونه.
ولعل ما يحدث من جماهير وعشاق النصر أكبر دليل على ما ذكرت، فالنصراويون للأسف مع كل خسارة لهم لا يمكن أن يعترفوا أن فريقهم خسر لأنه كان سيئا ويستحق الخسارة ولم يقدم ما يشفع له بالفوز.
النصر خلال فترة قصيرة جداً خسر من منافسه التقليدي الهلال في مواجهتين إقصائيتين مهمتين جداً الأولى كانت في نصف نهائي دوري أبطال آسيا التي توج الهلال بلقبها والمواجهة الثانية في دور الثمانية لكأس خادم الحرمين الشريفين أمس الأول.
والنصراويون في كلتا المواجهتين اشتكوا من التحكيم وأنه المتسبب الرئيس في خسارتهم أمام الهلال وغيره من الأعذار والحجج الواهية التي لا يمكن قبولها أو التصديق فيها، نعم كانت هناك أخطاء تحكيمية والفريقان تضرر منها.
وهناك ثمة أمر يجب الوقوف عنده وهو أن واحدة من المواجهتين لم تكن تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم لا من بعيد ولا من قريب، فالاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو المسئول عن مواجهتهما التي لعبت في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وهذا أكبر رد على النصراويين الذين يؤكدون مع كل خسارة أن هناك أيادي خفية تحارب النصر، يا ترى هل نفس هذه الأيادي موجودة داخل لجان الاتحاد الآسيوي وتحارب النصر أيضاً؟ متى ما أراد محبو النصر أن يشاهدوا فريقهم يحقق البطولات مثل منافسيه عليهم التخلص أولاً من أوهام أن هناك أيادي خفية تعمل وتحارب النصر داخل اللجان.
عليهم تقييم عمل إدارة ناديهم قبل أن يطلقوا التهم جزافاً دون تثبت أو دليل مادي واضح، جميع الفرق تضررت واستفادت من أخطاء التحكيم بما فيها النصر، لكن الفرق الأخرى ومنسوبيها لم يركنوا أو تعشعش في أفكارهم أن هناك من يحارب فريقهم، بل يعملون على معالجة الأخطاء وتصحيحها وأكبر دليل ماذا فعل الهلاليون بعد خسارة فريقهم أمام الأهلي المصري برباعية في كأس العالم للأندية، لم يصبوا غضبهم على حكم المباراة الذي طرد اثنين من لاعبي الهلال، لقد كانت ردة فعل الهلاليين واقعية وهي تحميل مدرب الفريق السابق جارديم واللاعبين البرازيلي بيريرا والسعودي محمد كنو مسئولية الخسارة المفاجئة التي تعرض لها فريقهم.
ادعاء المظلومية والتعلق والتشبث في أخطاء الحكام لن يجعل من النصر بطلاً مهما ارتفع أصواتهم، وهي مشكلة أزلية يعاني منها النصر جيلاً بعد جيل وهذا السبب هو من جعل النصر غير قادر على تحقيق البطولات بشكل مستمر لأنهم أشغلوا أنفسهم وجماهيرهم بقضية غير موجودة في الأساس ولا يوجد من يحارب النصر سوى أفكار وأوهام مشجعيه ومسيريه.