د.عبدالعزيز الجار الله
تأتي ذكرى يوم تأسيس السعودية 1727م الأرض المباركة وسط الجزيرة العربية التي شهدت أول بيت وضع للناس، وقد اختارها الله العلي القدير لتكون محور الدين الإسلامي، وفي أحضانها مكة المكرمة، انطلقت منها الرسل تحمل الرسالة السماوية، واختتم على أرضها الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، كما أن بلادنا السعودية اختارها نبينا محمد -عليه أفضل الصلاة والتسليم- أن تكون المدينة المنورة هي عاصمة الدولة الإسلامية، دولة العهد النبوي والخلافة الراشدة، التي حكمت 50 % من أراضي العالم الإسلامي في أكبر اتساع ومساحة للدولة الإسلامية.
جاءت ولادة دولتنا في مخاض صعب كانت الدول والإمبراطوريات تتنافس في الأراضي العربية: الدولة العثمانية، وبريطانيا العظماء، وفرنسا ما وراء البحار، والبرتغال، وحكومات عربية ترقب الصراع. هذه الدول ترى أن الجزيرة العربية والخليج إرث لها، تعتقد أنها ضمن سياق عام من يحكم العراق أو الشام فهي واقعة بالتبعية تكون ضمن حدوده، لكن في وقت من تاريخ العصور الوسطى وليس التاريخ الحديث، ألهم الله أحد قادة بني حنيفة القبيلة العريقة التي يمتد نفوذها على معظم وسط الجزيرة في زمن الممالك العربية قبل الإسلام وما تلاه في الفترة الإسلامي، حيث مكن الله الإمام محمد بن سعود في عام 1727م من تأسيس الدولة السعودية التي نعيش بظلها ورعاية المولى التقدير.
من أجمل العبارات والرسائل الإعلامية التي نقلت للعالم، مستثمراً قائلها التجمع الدولي ما قاله سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي حين قال بكلمته مساء الأحد الماضي في افتتاح المؤتمر الدولي لتقنية البترول للعام 2022 بمدينة الرياض:
- ينعقد المؤتمر في أجواء ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 295 عاماً.
- لم تؤسس -الدولة السعودية- بتوقيع قرار من الأمم المتحدة.
- ولم تعط لنا بعد إزالة احتلال.
- بل أسسناها نحن لأنفسنا.
وهي رسالة من وزير النفط واضحة وساطعة تصل للرأي العالمي في نقاطها الثلاث، تلخص حقيقة تاريخ بلادنا، وأننا متجذرون في التأسيس، وننتمي لسجل ضخم وعريق بالمواقف والوطنية، وأننا أمة وشعب نعمل لاستقرار العالم.