إن يوم التأسيس لهذه البلاد المباركة هو صفحة ذهبية لبلادنا، حيث يعود ذلك لنحو ثلاثة قرون ماضية والكثير منا لا يعلم عن يوم التأسيس الذي اختاره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيده الله بنصره- بقراره التاريخي هذا (( 22 فبراير إجازة رسمية للمملكة العربية السعودية))، حيث أن التأسيس يعود لبداية قيام الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية على يد الأمير والإمام محمد بن سعود -رحمه الله- (1139 هـ)، حيث توسعت الإمارة وغطت الجزيرة العربية كدولة مقوماتها الأمن والرخاء والعدل والحياة الاجتماعية الكاملة حيث قصدها الكثير من خارج الجزيرة العربية، حيث أصبحت الدرعية منبرًا لطلاب العلم على مدى عشرة عقود من الزمن حتى قدم الطاغية الهالك إبراهيم بك باشا وجنوده المرتزقة بهدم الدرعية وقتل أئمتها ورجالها وسرقة وحرق وثائقها ومخطوطاتها وأمهات كتبها.
وتركها أطلالاً ليشهد التاريخ بذلك. ومن ثم قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله وبرجاله المخلصين ليجعل مدينة الرياض العاصمة الجديدة ليكمل مسيرة التأسيس ويعيد أمجاد أئمتنا آل سعود -رحمهم الله- وتبقى مسيرة التأسيس شامخة على مدى ثلاثة قرون بكيانها الجغرافي ونسيجها الاجتماعي المتماسك إلى يومنا هذا، حيث وضع المؤسس للدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن صفحاتها الذهبية وفق أحدث النظم الإدارية لبناء دولة حديثة بمؤسساتها العلمية والطبية والعسكرية والاجتماعية، حيث قام المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بتوقيع كثير من الاتفاقيات الدولية حتى أخذت مكانتها دوليًا ومن بعده أبناؤه الملوك البررة -رحمهم الله- ولتبقى الرياض مشعة بصفحاتها الذهبية تحت ظل ورعاية خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله ورعاه- وهو صاحب الحس والعاشق والمحب لتاريخ أئمتها وملوكها بفكره وثقافته التاريخية ودوره الكبير بجعل مدينة الرياض منبرًا للعلم والثقافة والفكر.
** **
- ناصر بن إبراهيم الهزاع