عبدالمجيد بن محمد العُمري
ثلاثة قرون من التاريخ العريق لتأسيس المملكة العربية السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ، والتي أعاد أمجادها مرة أخرى الملك عبدالعزيز -رحمهما الله-.
وحين تحتفل بلادنا بذكرى التأسيس في يوم 22 فبراير من كل عام، فإننا نحمد الله عز وجل على ما أنعم به على بلادنا من نعمة الأمن والإيمان والرخاء والاطمئنان.
وبعد هذه السنوات الغالية في تاريخ هذه البلاد المباركة أصبحنا ولله الحمد نرتقي سلم العلياء عاماً بعد عام، وفي هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعضده ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- نرى الأهداف والمطامح الكبيرة والأعمال والجهود الكثيرة التي تسعى لنهضة بلادنا ورقيها، ونرى المكانة المرموقة لها بين الأمم في مختلف المجالات والأصعدة.
البدءُ باسم الله جل جلالهُ
وله المحامدُ خالقُ الأكوانِ
سبحانهُ وبحمدهِ متفضلاً
لولاهُ ما عشنا بظلِ أمانِ
ثم الصلاةُ على النبي محمدٍ
أزكى البريةِ سيد الثقلانِ
من جاءَ للدنيا بخيرِ شريعةٍ
صلى عليه اللهُ كل أوانِ
من بعدِ هذا أستميحُ أحبتي
لأقول ما قد قر في وجداني
فالشعر عندي اليوم أضحى واجباً
في ذكر خير الأرض والأوطانِ
إني أُحِسُ بنشوةٍ وسعادةٍ
أني انتميتُ لخيرةِ البلدانِ
هذي البلادُ ولا مثيل لمجدها
من ذا يماثلها بكل كيان؟
فاللهُ قد منح البلادَ محاسناً
وفضائلاً فاقت على الأقرانِ
فضلٌ من الله الكريمِ ونعمةٌ
والخيرُ فيها ساطع البرهان
فلها الريادة والصدارة والعلا
من سالف الأوقات والأزمانِ
فهنا الرسالةُ من ثراها أشرقت
أنوارها لتضيء كل مكانِ
وتضمُ بيتَ اللهِ أقدسُ بقعةٍ
أم القرى طهرت بكل معاني
مع طيبةٍ طابت بذكر محمدٍ
دَارِ السَّلَامِ وَمَأْرِزِ الإِيمَانِ
بلدٌ أناخ المجدُ في ساحاته
هو أولٌ بالكونِ ليس الثاني
دارٌ على التوحيدِ قام أساسها
والدينُ فيها راسخُ الأركانِ
فيها العقيدة قد صفت وتميزت
نزهو بها في السرِ والإعلان
من ذا يطاولها ويبلغُ شأوها
أو يرفع الهامات في الميزانِ
في البر والإنجاد أول دولةٍ
هي في مجال الخير خيلُ رهانِ
هذي البلادُ ولا أظنُ كمثلها
بالبذلِ والمعروف والإحسانِ
تسقي الورى من مزنها هتانة
فلها بكل المكرمات يدانِ
ولها بفعل الخيرِ سفرٌ خالدٌ
عمت مكارمُها على البلدانِ
أنّى اتجهت رأيت مكرمةً لها
للكل من بيضٍ ومن سودانِ
وعمارة الحرمين أكبر شاهدٍ
في البذلِ والتصميم والإتقانِ
وأقيم للإسلامِ صرحٌ شامخٌ
بمجمَّعٍ لطباعةِ القرآنِ
مهما أعدِّدُ لا أحيطُ بوصفها
فهي الملاذُ وملجأٌ للعاني
نستذكر التأسيس نحمد ربنا
ونزف باليوم السعيد تهاني
فمحمدٌ ابن السعود أقامها
هذا القوي العزم والإيمانِ
عبدالعزيز أعاد مجد جدوده
فهو المؤسس لاحقاً والباني
تيهي بمجدك وافخري يا دارنا
يا درة تسمو بكل زمانِ
نفديك يا وطني لتبقى عالياً
نفديك بالأموالِ والأبدانِ
أرواحنا فوق الكفوف رخيصة
للهِ ثم لخيرة الأوطان
بوركت يا ملكاً تألق نجمهُ
جازت محبته بكل مكانِ
وسلمت يا سلمانُ تاج بلادنا
ترعى البلادَ لعزةٍ وأمانِ
وليحفظ الله المليك ونجله
لبناء صرح المجد والعمران
هذا ولي العهد رمز شبابنا
يبني الصروحَ بهمة وتفاني
فهو الذي جمع الفرائد كلها
رأي الشيوخ وهمة الشبان
يا رب احفظ أهلنا وديارنا
لتدوم في دعةٍ وفي اطمئنان
يا رب واجعلها بسعدٍ دائمٍ
تخلو من الأكدارِ والأحزانِ
هذي القصيدة قد كتبت حروفها
تذكار حب صادق البرهانِ
أنشدتُ للوطنِ العزيزِ قصيدتي
ضمختها بالحب والعرفانِ
حبٌ نشأتُ عليه منذُ طفولتي
ولقد شدوت بمهجتي ولساني
وختامها مسك الصلاة على النبي
الهاشمي المصطفى العدنانِ