الهادي التليلي
على أثر الأمر الملكي الصادر عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي نصّه «اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيَّض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحِّدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها».
أي أن عمر المملكة ما يناهز الثلاثة القرون من البذل والعطاء والتضحيات والتأسيس لذلك يحق لشباب المملكة وكل أجيالها الوقوف على هذا التاريخ للذكرى والاعتبار فـ295 عاماً من البناء يعني أولاً أن الدولة السعودية كدولة ونظام أعرق من الدول التي تسود العالم بأنظمة تريد فرضها على مختلف شعوب العالم، وثانياً الاعتبار بأن للدولة امتداداً في التاريخ بثلاث مراحل كل واحدة منها تؤسس للتي تليها يعني أن من قيم المملكة المعاصرة الوفاء للسابقين المؤسسين ما يسمح لها بالنظر إلى المستقبل بثقة وثبات يشبه تضحيات السابقين ومثل وفاء اللاحقين وتلك هي القيم المرسخة للديمومة والسيرورة لأن أساسها قيمي لا براغماتي مثل بعض الأنظمة المعاصرة، وثالثاً إفراد لحظة التأسيس الأول بيوم من سنتها تقول به السعودية للعالم نعتز بأصول تأسيس دولتنا العصرية ونفتخر بها وتلك قيمنا المستلهمة من الدين الحنيف الذي قامت عليه الدولة ومن الوطنية والانتماء، ورابعاً إبراز سيرورة التأسيس انطلقت من مدينة الدرعية والتي تستعد لتكون عاصمة للثقافة باختيار من منظمة اليونسكو. هذه الدولة الأولى لم يكن تأثيرها فقط على المملكة العربية السعودية، بل على كامل الجزيرة العربية، حيث أسهمت في نشر الأمن والسلام في كامل الربوع على الرغم من صعوبة مخاض التأسيس. المرحلة الثالثة وهي مرحلة التوحيد والبناء والتشييد مع الملك عبدالعزيز، حيث تم التوحيد تحت مسمى المملكة العربية السعودية التي تحولت مع أبنائه الملوك المتعاقبين إلى كيان شامخ مهيب ورقم وازن في المعادلات الجيوسياسية العالمية مؤسسة لمستقبل راق يمس الخليج والمنطقة العربية وتصل أياديه الكريمة لمختلف أرجاء المعمورة المملكة العربية السعودية التي ترفل الآن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالأمن والأمان وتبني لشعبها وللخليج العامر مستقبلاً أخضر بيئي يتحدى التغيرات المناخية بتحويل الرداء الصحراوي الجاف إلى كساء أخضر كله خير ونجاح.
فكل عام وحبيبتي المملكة بخير وأمن ورخاء في عز قيادتها تاج العرب والمسلمين والبشرية جمعاء.