يوم التأسيس يقودنا إلى التفكير المعمق في نواة بلادنا منذ ما يزيد على ثلاثة قرون، مليئة بالإنجازات التاريخية الخالدة، بتأسيس هذا الكيان الوطني الكبير. واللافت للنظر أنه طيلة هذه المسيرة الممتدة هناك تلاحم قيادة، وشعبًا، وتضحية بالغالي، والنفيس لرفعة الوطن وتقدمه.
في هذا اليوم حريٌ بنا استشعار قدر ما تحقق لنا من الخبرة المتراكمة على كافة الأصعدة، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية؛ تأسيسًا، وتنمية، وإدارة حكيمة للأوقات الصعبة الحرجة والسعي لبناء أسس الرخاء والرفاهية في سياق مستقر آمن، ناهيكم عن تشرفنا بخدمة ضيوف الرحمن، فأصبحت بلادنا - بتوفيق الله - قيادة، وشعبًا مضرب مثل في العالم، واستمرار هذه الإنجازات، دليل قاطع على إرادة البناء المستدام لهذا الوطن الشامخ بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي النبيل.
ومع كر الأيام وتقلب صفحات التاريخ، تثبت المملكة العربية السعودية قدرات متنامية على التنمية المستدامة بمختلف أبعادها ، حيث رسخت مقومات مراكمة الخبرات الوطنية، واستقطاب الكفاءات المؤهلة في مختلف المجالات، ليكون ذلك رافدًا يصب في عجلة التقدم، والرقي لبلادنا. مع تأكيدنا لاستمرار الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - يحفظهما الله تعالى - لتحقيق أعلى مستويات جودة الحياة للمواطن، والمقيم، والزائر كما في مجالات العلم والتقنية والتدريب، والصحة، والاقتصاد والتنمية، والخدمات والرياضة، والأمن، والاهتمام الكبير بفئة الشباب من الجنسين.
هذا هو الوطن، وهذه قيادته الرشيدة ، وهذا شعبه المنتج الطموح، والله نسأل أن يحفظ علينا الوطن وقيادته وشعبه، ليبقى نبراساً تنمويًا وقبلة للمسلمين.
هذا شيء يسير من إلهامات يوم التأسيس لهذا الوطن الذي نفتخر بانتمائنا إليه.
** **
د. محمد بن صالح الشتيوي - رئيس جامعة المستقبل