الدوادمي - عبدالله بن محمد العويس:
التقت (الجزيرة) أ.عيد الوهبي طالب دراسات عليا في الحوكمة والسياسات العامة ليتحدث عن مناسبة يوم التأسيس السعودي قائلاً: لم يكن اليوم الـ22 من عام 1727 يوماً عادياً على الجزيرة العربية، ففي عهد الإمام محمد بن سعود ليدشن عهودا متتالية تتسم بالعدل والاستقرار في منطقة كانت تشهد صراعات طاحنة وحروب لا تنتهي وعداوات مستمرة، حيث عمل الإمام على إيجاد حكومة مركزية عاصمتها الدرعية وهذا بدوره ساعد على انتقال كثير من العلماء على الهجرة إليها، وأضاف: حرصت الدولة السعودية الأولى بصورة أساسية على نشر التوحيد ورفض الخرافات السائدة التي عانى منها المسلمون حيناً من الدهر ومحاربة البدع والشركيات والجهل الذي كان منتشراً حينذاك، وكان الإمام محمد بن سعود من الأئمة الذين يتميزون بالحكمة والحزم، ولا أدل على هذا من تأسيس دولة في محيط مضطرب بالأحداث والأعداء المتربصين، ولأنه وعلى امتداد التاريخ الإنساني وحتى على مستوى المنظمات كان التغيير والتطوير يواجه بالرفض بل مقاومة تصل إلى مصادمات، كانت إرادة الدولة قوية تعمل على تجاوز هذه التحديات من خلال كفاءات وقيادات مؤهلة تقوم
بحل النزاعات بفاعلية عالية والوقوف أمام المحاولات المتتالية للقضاء عليها، وبعد سنوات من انتهائها تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240 من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت حتى عام 1240 وبعد انتهائها بعشر سنوات قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319 ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية ولا يخفى أمام
المشاهد هذا الحراك الثقافي والعلمي وتنويع الموارد الاقتصادية والمشاريع التي تقوم بها الدولى حالياً أنه أمام تاريخ يكتب من جديد وأمام طموحات سامية لا تزيدها التحديات إلاّ إصرارا وعزماً على المزيد من النجاحات والانفتاح على العالم، وقد جاء الأمر الملكي الكريم الذي ينص على تحديد يوم 22 من فبراير كل عام ذكرى لتأسيس الدولة السعودية الأولى اعتزازاً بالجذور الراسخة واستذكاراً لإرث تاريخي مجديد ليكن انطلاقة لمستقبل زاهر يحمل معاني جوهرية وتاريخية ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية التي أخرجت البلاد من تلك الصراعات الضيقة إلى سعة الرؤية.