يا سائلاً عنّا رويدَكَ إننا
غُرٌّ وفي سَمْعِ الزمانِ حِداءُ
عشنا دهوراً والسّباعُ أنيسُنا
بينَ الفيافي والسّماءُ غطاءُ
نخطو على الرمضاءِ تُذْكي خَطْوَنا
فإذا العزيمةُ همَّةٌ قَعساءُ
ما عابَنا أنْ قد صبَرْنا أشطراً
صبرَ الظّعائنِ والقلوبُ ظِماءُ
نشكو الحياةَ ثقيلةً أعباؤها
وتردّدُ الشكوى علينا الشاءُ
قد شاءَ ربُّكَ أن يجازيَ صبْرَنا
والخيرُ فيما يرتضي ويشاءُ
ها قد حَبانا أنعُماً يزري بها
عَدٌّ ولا يجري بها إحصاءُ
أرضُ المفاخرِ قد حبَتْنا كنْزَها
نِعْمَ العطاءُ أفاضتِ الغَبْراءُ
إنَّا على التقوى أقَمْنا صرحَنا
صِيدٌ قرومٌ ثُلَّةٌ أكْفاءُ
من أسسوا مجداً تليدا ًهولُه
سَرَّ الصديقَ وهابَهُ الأعداءُ
آلُ السعودِ ومن لمجدٍ غيرُهم
خيرُ الملوكِ وتَشهَدُ الهيجاءُ
همْ خيرُ بارٍ للقِسيِّ وللوغى
أُسْدُ الشرى والصخرةُ الصَمَّاءُ
تمضي الرّكائبُ فَخْرُها سلمانُها
بالحزم نهجاً قصدُهُ العلياءُ
يا سائلاً عنّا إليكَ بلاغَنا
نشدو به ولتُسْمَعِ الأصداءُ
أحلامُنا فاقتْ طُوَيقَ رجاحةً
وعهودُنا في العالمين وفاءُ
بيِضُ الصفائحِ والفِعالُ شواهِدٌ
فَخْرُ الصنائِعِ للأنامِ لِواءُ
** **
- شعر/ فايز نصار