سمر المقرن
السعودي الذي لا يستسلم، ولا يخاف، غزل التاريخ بيده، وصنع المستقبل الذي نعيشه ونجني ثماره ونعيش تحت ظله بكل فخر واعتزاز. فقد أُسست الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود في يوم 30 جمادى الآخرة 1139هـ الموافق 22 فبراير 1727م، وقامت أول دولة مكتملة الأركان في الجزيرة العربية، وتم إرساء قواعد الوحدة والأمن، بعد قرون من الفرقة وعدم الاستقرار والشتات، وكانت بلدنا عصيّة أمام محاولات الاستعمار القضاء عليها، وكان للمرأة دور كبير في كتابة تاريخ السعودية وسجلت أدواراً بطولية في التنمية والدفاع عن تراب الوطن مع الرجال.
وجاء الأحفاد خير خلف لخير سلف، فها نحن اليوم في مرحلة توثيق التأسيس الجديد الذي سيذكره التاريخ مدى الحياة، برؤية جديدة هي 2030 التي تصنع وطناً متماسكاً متكامل الأركان، وتحقق إنجازات متواصلة مع إشراقة شمس كل يوم جديد، حتما سيذكرها التاريخ لأنها تضع دولتنا في مصاف الدول العظمى، وتفتح الأبواب للأجيال المقبلة لتحقيق مزيد من الإنجازات اللا نهائية.
وكما علمنا خادم الحرمين الشريفين ألا يقتصر الاحتفال بيوم التأسيس على مظاهر الأمس ولا على رفع العلم السعودي خفاقاً، ولا على الاحتفالات الجميلة والمعبرة فقط، بل إن الاحتفال بيوم التأسيس هو في قلوبنا كل يوم، ولا بد أن يظل متجدداً ومستقراً في قلوب كل أبناء الوطن، بالمشاركة في صناعة الغد والمستقبل بدعائم الماضي وأسس الحاضر، حتى يظل كل يوم يمر هو يوم تأسيس جديد، بمواصلة العمل ليلا ونهارا، والكفاح والوقوف خلف قيادتنا الباسلة صفاً واحداً.
وكانت هوية يوم التأسيس ملائمة ومعبرة بحق عنه، فكان التمر يرمز للحياة والكرم والنماء، والمجلس معبر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي رمز الفروسية وبطولات أمراء شجعان، والسوق رمز للحراك الاقتصادي الناجح والانفتاح على العالم.
دام ملكك يا وطني وشعبك الطيب، وحفظ ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، و»صانع الغد» سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
كل آيات وكلمات الشكر لا توفي والدنا وحبيبنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حقه، بعد أن منحنا شرف الاحتفال بيوم تأسيس دولتنا الأولى، وما يحمل من معان عظيمة تؤسس لدى النشء العمق التاريخي والشعور بالماضي ليكونوا امتداداً للحاضر.