تعيش مملكتنا اليوم عهد الازدهار والاستقرار ونمو الاقتصاد، والتحول الإستراتيجي في المجالات كلها، والسير بخطى ثابتة وواضحة نحو رؤيتنا 2030 في ظل قيادتنا الحكيمة التي حرصت وتحرص على النهوض بمملكتنا على المستوى العلمي والعملي اعتمادًا على قدرات أبناء وبنات هذا الوطن، وفي هذا الوقت لم ينسَ قادتنا الجهود والتضحيات التي بذلها الإمام محمد بن سعود لتأسيس الدولة السعودية الأولى، وتوحيد البلاد أرضاً وإنساناً، ووضع اللبنة الأولى التي استمر قادتنا يضعون عليها اللبنات المتماسكة، ويحققون التطلعات لشعبنا على امتداد أرضنا حتى بدت مملكتنا جوهرة البلدان، ومحط أنظار العالم.
يوم التأسيس وقيم الوفاء
وجاء إعلان يوم التأسيس والاحتفاء به بمرسوم ملكي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - ليجسد الوفاء الذي عرف به ملوكنا وتقديرهم لكل التضحيات التي قدمت وتقدم وستقدم من أجل بلادنا وما يحقق مصالحها.
يوم التأسيس تضحية واصطفاف
يسهم إعلان يوم التأسيس 22 فبراير في تعزيز الارتباط بماضينا، وتذكُّر صور التأسيس الأولى، وتقدير مسيرة التحوّل التي مرَّت بها البلاد حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من التطور الذي شمل مناحي الحياة كلها، فضلًا عن أن هذا اليوم الذي اعتمد لذكرى التأسيس يدعونا إلى الالتفاف حول قادتنا، والاصطفاف والتضحية للحفاظ على كياننا الكبير بقيادة ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -.
يوم التأسيس نهاية المعاناة وخطوة نحو الاستقرار
مرحلة من شتات الأرض والإنسان سبقت عهد التأسيس، وحالة من المعاناة والضعف الاقتصادي عاشها آباؤنا، انتهت بعد مجيء الإمام محمد بن سعود وقيامه بجهود كبيرة، انتهت بوضع الخطوة الأولى نحو الاستقرار، واللبنة الأولى للوحدة الوطنية التي تحققت بصورتها النهائية في عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله -، ثم استمرت ونمت وازدهرت البلاد وتطورت في عهد الملوك من بعده وصولًا إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -.
الدرعية.. مدينة لا تغيب عن الوجدان
شكلت الدرعية مركز الدولة وعاصمتها في مرحلة التأسيس، واكتسبت أهمية تاريخية عرفها العالم، وتعززت مكانتها في وعي أبناء الوطن، وأصبحت حاضرة في وجدانهم، وارتبطت بها التضحية، ولا تُذكر إلا ويذكر مؤسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله.
الدرعية واستدعاء البطولات
ولا تُذكر الدرعية إلا وتستدعي معها تلك البطولات والصمود أمام العدوان الخارجي الذي استهدفها أرضاً، لكنه لم ينل منها مكانة، فقد ظلت ملهمة الأجيال بمشاهدها وتاريخيها الوطني وصمودها الأسطوري أمام هجمات العدو الذي قابله أبناء وطننا بالرفض والمواجهة، وحفروا على ناصية التاريخ معاني التضحية من أجل الوطن، وعلمونا درسًا في الإصرار على رفض التبعية؛ لأن قدر المملكة ألا تكون تابعة، بل هي القائدة ولها الصدارة، وواقعنا يشهد لذلك.
يوم التأسيس ورسم معالم وحدتنا
ثلاثة قرون مرت منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى وما زلنا نتذكر تفاصيل تلك المرحلة المهمة من تاريخ مملكتنا وتضحيات قادتنا، وسنبقى أوفياء نحتفي ونفاخر بيوم 22 فبراير؛ لكونه حدثًا استثنائيًا تشكَّلت فيه ملامح هويتنا، وفيه جرى رسم معالم وحدتنا، وفتح الطريق نحو نهضتنا واستقرارنا، وأرسى مداميك عزتنا.
يوم التأسيس يعيد للدرعية ألقها
ثلاثة قرون مرت وما زلنا نرى الدرعية مدينة تاريخية يحتفي ويهتم بها ملوكنا وأمراؤنا، ويعيدون إليها ألقها ومكانتها التي تليق بها في ظل رؤية ملهم مملكتنا الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -.
يوم التأسيس صورة من الوفاء
سنحتفي بيوم التأسيس 22 فبراير من كل عام بعد أن صدر به مرسوم ملكي من ملكنا، تجديدًا للوفاء، ووفاء لتضحيات قادتنا، وتأكيدًا على المضي نحو النهوض بكياننا الكبير الذي يسكن نفوسنا ونفديه بأرواحنا.
** **
أ. د. منيرة بنت مدعث القحطاني - أستاذ التاريخ بكلية الآداب - جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن