يأتي الاحتفاء بيوم التأسيس بعد صدور أمر ملكي كريم لتكون مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية. وهذا الأمر الملكي الكريم لاقى الاستحسان والتأييد والإعجاب من كل أطياف الشعب السعودي، وعندما يستذكر السعوديون يوم التأسيس يتملكهم شعور بالفخر والاعتزاز وشعور بعراقة الوطن السعودي وجذوره الممتدة لأكثر من ثلاثة قرون وهي جذور ضاربة في عمق التاريخ، ومن خلال نظرتهم إلى التاريخ ورؤية الإرث التاريخي المشرف لدولتهم السعودية يلاحظون الصلابة والقدرة على الصمود والاستمرار بمواجهة الصعوبات والتحديات التي واجهت الدولة السعودية أثناء مراحلها الثلاث.
ويستشعرون مكامن القوة في دولتهم السعودية العظيمة ويحافظون عليها ويعتزون بها لأنها مصدر القوة والثبات والعز والرفعة عبر التاريخ وهي:
1 - وجود القيادة الكفؤة الحازمة المخلصة العادلة والحكيمة (والتي هي منهم وفيهم) ممثلة بأسرة آل سعود الكرام بداية من مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود (1139 - 1233/ 1727 - 1818) وحتى القيادة الرشيدة الحالية ممثلة بسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان.
2 - وجود منهج ومرجعية للدولة تتمثل بالقرآن والسنة والعقيدة الإسلامية الصحيحة المعتدلة.
3 - التفاف الشعب السعودي حول قيادته واقتناعه العميق بهم ويثبت التاريخ بقوة التلاحم المتبادل بين القيادة والشعب وإيمانهم بمشروع الدولة الذي يضمن الأمن والوحدة والازدهار.
4 - القدرة على الصمود لمواجهة التحديات والتكيف مع الظروف والقدرة على تحريك الطاقات والإصلاح لمزيد من التطور والنماء والازدهار لضمان الاستمرارية والتفوق.
لذا فإن أبناء المملكة العربية السعودية في يوم التأسيس وعندما يقومون بإطلالة على تاريخهم المشرف يعتريهم شعور حقيقي بالفخر بقوة دولتهم وبأنها عصية على الغزاة والمعتدين - السعودية لم تخضع للاستعمار - ويشعرون أيضاً بالاعتزاز والتقدير لتضحيات قادتهم وأجدادهم حتى صنعوا لنا هذا المجد المتمثل بالوطن السعودي المميز بكل شيء والمحسود من الكثير من المتربصين.
وهذه الذكرى المجيدة تجعل من تاريخنا البطولي منارة نهتدي بها ونسير على درب أسلافنا ونستلهم بطولاتهم بالمحافظة على مقومات القوة الوطنية والعمل لكل ما من شأنه رفعة وعزة هذا الوطن السعودي وتعزيز التلاحم مع قيادتنا وتكريس الوطنية والمواطنة.
في الختام أقول: ونحن نحتفي بيوم التأسيس نفتخر بأمجاد وعراقة وصلابة سعودية وتاريخ مشرف، ونفتخر أيضاً ونعتز بأننا كسعوديين نعيش أفضل الأيام العظيمة للدولة السعودية حالياً بعهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
أسأل الله الحي العظيم أن يحفظ قيادتنا الرشيدة وشعبنا النبيل الوفي ويحفظ الوطن من كيد الكائدين.
** **
- اللواء الركن/ خالد المرعيد