«الجزيرة» - غدير عبدالله الطيار:
جاء صدو ر الأمر الملكي بأن يكون 22 فبراير/شباط من كل عام، يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، ويصبح إجازة رسمية، تضاف لإجازة اليوم الوطني. حيث الاحتفال هذا العالم بيوم التأسيس السعودي سيكون فريدًا من نوعه ولأول مرة في تاريخ الدولة السعودية، في مناسبة تختلف عن اليوم الوطني. في هذه المناسبة التقت «الجزيرة» بعدد من المواطنين والخليجيين ومن دول عربية تبارك وتعزز دور المؤسس في تأسيس هذا البلد الشامخ، حيث أكد د.جار الله العضيب رئيس مجلس إدارة شركة نجوم السلام القابضة على اعتزاز كل مواطن بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة الممتدة لنحو ثلاثة قرون، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ، الموافق 1727م حتى العهد الحالي.
وأبان بأن ذلك رغبة في تعزيز روح الوطنية وتأسيس علاقة جديدة تضع الأجيال القادمة في العمق الحقيقي للدولة، فقد تقرر الاحتفال بمناسبة «يوم التأسيس» الموافق «22 فبراير» من كل عام؛ لنشاهد الإنجازات العظيمة والكبيرة التي حققتها السعودية منذ ولادتها حتى يومنا هذا.
ومن جهة أخرى عبَّر الدكتور عيسى صالح الحمادي من دولة الإمارات ومدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج والأستاذ المساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بقوله: يمثل القرار الملكي السامي بشأن يوم التأسيس السعودي رؤية تاريخية أصيلة ومتجذرة للمملكة العربية السعودية الشقيقة التي ستحتفل بمرور ثلاث مئة سنة على تأسيسها في عام عام 1139هـ الموافق 1727م، وبذلك فإن المملكة العربية السعودية تعد أكبر عمرًا من العديد من الدول الكبرى والمتقدمة في الوقت الحالي، وهذا العمق والبعد التاريخي جعل لها مكانة عالمية في المنظمات والمؤسسات الدولية المتنوعة، ومما يعزز مكانتها ما تبوأت به من مكانة عظمى في امتلاكها على أهم مصادر الطاقة في العصر الحالي؛ لذا أصبحت وجهة دينية واقتصادية واستثمارية وسياحية. وقد جاء هذا القرار السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- تتويجًا للجهود التي بذلها الآباء المؤسسون وفي مقدمتهم الإمام محمد بن سعود آل مقرن -رحمه الله- حيث كرسوا حياتهم للحفاظ على هذا الإرث الوطني وما يحتويه من أرض وتراث وثقافة وحضارة تستوجب على الأبناء أن يقفوا عندها وقفة اعتزاز وشموخ ليبعث فيهم روحًا وطنية أصيلة أساسها الهوية التي شكلها وحدد ملامحها وعناصرها ذلك الإرث التليد الذي بدأ مع قصة التأسيس عام 1727م، لذا؛ فنحن في شغف مع مناسبة التأسيس الأولى للاعتزاز بها ليس فقط في المملكة العربية السعودية الشقيقة وإنما على المستوى الإقليمي بأبعاده الخليجية والعربية. فحفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا والتي أصبحت اليوم مفخرة ليس على المستوى العربي والإقليمي وإنما على المستوى الدولي في جميع مجالات الحياة. ومن أعظم ما يجب أن يتعلمه المواطن السعودي من هذه المناسبة ليوم التأسيس السعودي هو أن الإصرار والتحدي والإخلاص والتضحية هو الرفعة الحقيقة للوطن؛ لذا يجب أن يتحلى بها وأن يوظفها في حياته العلمية والعملية في سبيل تحقيق تلك الرؤية المنشودة للوطن.
ومن جانب آخر قال الدكتور محمد ورداني من دولة مصر وأستاذ الإعلام بجامعة الأزهر: إن تخصيص المملكة العربية السعودية الشقيقة يوم للاحتفاء بذكرى يوم تأسيسها الذي يصل إلى ثلاثة قرون يعكس قمة الوفاء والاعتراف بالجميل للمؤسسين الأوائل الذين وضعوا لبنة هذا البلد الطيب الذي يحوي بين جنابته أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام الأجلاء.
أضاف «ورداني» أن ما شهدته المملكة مؤخرًا من تطور هائل على كل الأصعدة والمستويات لا يمكن أن يُنسى معها تاريخها الأول وعراقة حضارتها وعظيم إرثها، وجُلّ تاريخها الحافل بالتاريخ الإسلامي ورموز العلم من الصحابة الكرام والتابعين ممن شرفت أرض المملكة بأجسادهم الطاهرة وعبق سيرتهم العطرة.
وثمّن أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر مثل هذه المناسبات الطيبة التي تحيي ذكرى خالدة وتؤكد الأصالة والعراقة في مختلف أشكالها، كما أنها تعد بمنزلة شعاع نور يضيئ الطريق للأجيال القادمة ويجعلهم يعتزون بتاريخهم الخالد وتراثهم الحافل، داعيًا المولى -عز وجل- أن يحفظ بلاد الحرمين وجميع بيلاد المسلمين من كل مكروه وسوء.
وفي الشأن ذاته ذكر حمدان إبراهيم سعيد الحوسني من دولة الإمارات العربية المتحدة/ أبوظبي أن يوم تأسيس المملكة العربية السعودية يوم يفخر به ليس كل سعودي فقط بل نفخر كأماراتيين وخليجين أننا كدول موحدة ودول واحدة نفخر بما يحدث في دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية وأنه يوم فخر وسعادة. إن تأسيس المملكة بداية بنائها وصرحها والمشاهد الآن من تطور يشهد له الجميع.
وفي الشأن ذاته قال الإعلامي خلفان الطوقي من سلطنة عمان إن يوم التأسيس أكمل ثلاثة قرون وتدل على التلاحم بين القيادة والشعب وهي مناسبة راسخة وموجودة في عقول الناس. وأفاد بأنها مهمة وتدل على اهتمام القيادة بهذه المناسبة وإيصال أهمية التلاحم للشعب والشباب وانتقال المملكة من مرحلة إلى مرحلة أخرى. وأكد أهمية استذكار الأجداد وما عملوه وكذلك استذكار المنجزات وما عملته الدولة، وهذه مناسبة احتفاليه فيها تقييم لما قاموا به وتخطيط سنة بعد سنة لما سوف يعمل به والنقلات النوعية للمملكة العربية السعودية، وقدم التهنئة للقيادة والشعب السعودي بهذه المناسبة.
وعلى صعيد آخر أبانت أ.د. غادة بنت عبدالعزيز بن سيف وكيلة جامعة الملك سعود لشؤون الطالبات أن احتفالنا بيوم تأسيس وطننا العظيم هو وقوف على ذلك اليوم العظيم الذي ألهم الله فيه الإمام محمد بن سعود لإقامة دولة، وتأسيس لُحمة، وجمع أمة تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وأكدت إن يوم التأسيس هو رسالة الأجداد التي تصل إلينا في هذه الذكرى، بأن نرعى الأرض التي رووها بالدم والعقل والحكمة، ونواصل العمل ونبذل الجهد ونغلب الصعاب لنحافظ على إرثنا النفيس.
وها نحن اليوم ومن «يوم بدينا»، ونحن ننعم بفضل من الله بالخير والنماء والازدهار والتقدم، والحمد لله الذي جعل وطننا رمزاً للأصالة والعراقة والرقي.
وقالت ابن سيف: حفظ الله شعب المملكة العربية السعودية وقيادته الرشيدة- أيدها الله- الذين حملوا شعار التأسيس ثم التوحيد ورايته بين ضلوعهم، وحكموا بشرع الله وسنة رسوله. أسأل الله أن يحفظ أمجاد أمتنا، ويبارك في خيرات هذا الوطن المعطاء، ويمنّ علينا بوافر الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي محمد بن سلمان -أيدهما الله.
وقال الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف اليمني سابقاً: في البداية نبارك للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً ذكرى تأسيس المملكة والذي يحتفي بها الشعب السعودي اليوم بعد مضي ثلاثة قرون منذ التأسيس.. ولاشك أن هذا اليوم يمثل محطة هامة في حياة الشعب السعودي الأصيل، حيث تم وضع اللبنة الأولى لهذا البلد العظيم الذي شهد تطوراً سريعاً خلال فترة وجيزة في بنيته التحتية وكافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية وما شهدته المملكة في السنوات الأخيرة كانت طفرة نادرة جعلت المملكة في مقدمة الدول الكبرى.. إن هذا اليوم التاريخي المجيد والمملكة تحتفي به هو تأكيد قوي لمدى فخر الشعب السعودي بجذور المملكة التاريخي العريق وارتباط القادة الذين تولوا كافة الحقب الزمنية من حكم المملكة بشعبها الأصيل.. لعل هذا اليوم التاريخي يسعى لإبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة ومجدها التليد لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية ويتعرف العالم على مدى عراقة الدولة السعودية وحضارتها العظيمة.. ونحن في الجمهورية اليمنية نشاهد ما تحقق للمملكة منذ مرحلة التأسيس التي جاءت في وقت كانت المنطقة وبالتحديد شبه الجزيرة العربية من فوضى سياسية وفرقة وشتات فقاد كل من حكم البلاد في عصره من الفوضى إلى الاستقرار ومن الفرقة إلى الوحدة، ليؤسسوا دولة قوية مستقلة ذات سيادة تحتكم لكتاب الله وسنة رسوله.. ولم تقتصر تلك الإنجازات العملاقة على جانب فحسب بل كان بناء الإنسان من أهم وأولويات برامج وأهداف من حكموا المملكة وكان الخلف يواصل ويستكمل ما بدأه السلف لتؤكد لنا جميعاً حنكة وحكمة القيادة والنهج الذي انتهجته القيادة في مخرجات تعود بالنفع للمملكة وترسخ دعائم الاستقرار وتطور البلاد.. وبعد هذا التطور والقفزة النوعية فقد أصبحت المملكة العربية السعودية اليوم الحاضن العربي الكبير لكل الخلافات للبيت العربي ومهد العروبة وقبلة كل العرب لما تتمتع اليوم من سياسية وسطية تقرب لا تفرق وتجمع لا تشتت وتسعى إلى لملمة الصف وتضميد الجراح الذي يصيب اليوم جسد بعض الدول العربية.. لقد كانت ولاتزال المملكة منذ يوم تأسيسها وهي بذات النفس العربي الجامع الذي يدعو للتسامح والتصالح والأخوة والتقارب بين كل الفرقاء ومن أجل ذلك فإن ذكرى تأسيس المملكة ليس تذكيراً بحقبة مهمة تعني قيادة المملكة والشعب السعودي فحسب، بل هو تاريخ لكل العربلأماجد الذين سطروا بنهجهم القويم أنصع صفحات التاريخ وخطوه بأحرف من نور.. تهانينا للمملكة العربية السعودية ولشعبها العظيم لما تحقق ويتحقق اليوم في ظل قيادته الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والإنجازات التي تمت خلال هذه السنوات والمشاريع التنموية والاقتصادية في ظل رؤية 2030.. ونتمنى للمملكة العربية السعودية المزيد من التقدم والازدهار والرقي.