د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
ذكرى وطنية حبيبة إلى القلوب تُضاف إلى الأيام المضيئة في صفحات مملكة الإنسانية.
بصدور الأمر السامي الكريم بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية ويصبح إجازة رسمية تُضاف لإجازة اليوم الوطني، بذلك تزداد أيام الفرح والابتهاج والأيام المشرقة في تاريخ مملكتنا الحبيبة الزاخر بالبطولات والتضحيات وصناعة الأحداث التي غيَّرت مجرى التاريخ.
حيث يرمز هذا اليوم إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية بعد القضاء على الفوضى والتشتت والانقسام وفرض هيبة الدولة ووحدتها ووضع أسس الاستقرار وقواعد النهضة والبناء.
والمتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية يجد ارتباطاً وثيقاً بين يوم التأسيس واليوم الوطني - من حيث الأهداف والتطلعات - والنقلة التي شهدتها البلاد في كلتا المرحلتين (قيام الدولة السعودية الأولى وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه.
كلاهما بدأ عهده بعد فوضى وتمزّق وانقسام وعمل كل منهما على توحيد الأرض والكلمة والصف ووضع أسس الاستقرار والأمن والبناء والازدهار.
وفضلاً عن التوافق والتناغم بين يوم التأسيس واليوم الوطني ورغم الفارق الزمني الكبير لا يلمس قارئ التاريخ تعارضاً بينهما، بل يجد التكامل والاتصال الثقافي الحضاري ونحن نعتز بذكرى الحدثين اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون وعهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ومروراً بعهود أبنائه الملوك الراحلين - رحمهم الله - وحتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - عاشق التراث والتاريخ.
وهذا الأمر الملكي الكريم يبرز الأهمية الكبرى لتاريخ المملكة العربية السعودية القريب والبعيد ويعزِّز لدى المواطن روح الانتماء وحب الوطن والالتفاف حول القيادة الحكيمة - أيَّدها الله - ونهنئ حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بهذه الذكرى المباركة، سائلين الله عزَّ وجلَّ أن يعيدها علينا والبلاد ترفل في ثوب العز والمنعة والأمن والاستقرار وأن يديم على قيادتنا الرشيدة تمام الصحة والعافية وعلى بلادنا الوفرة والرخاء.