عاش يوم تأسيس وطننا، تأسيس الثقة والإرادة والأمل والقوة على يد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، الذي تخفق الأفئدة وتسعد الأرواح اليوم في الذكرى الـ304 على تأسيسه، بهجة بما رسخه من رؤية جديدة تقوم على توحيد البلاد ونشر السلم وتأسيس الدولة السعودية، أبهرت العالم أجمع بتفرد وطننا وريادته في منجزات سبقت الزمن، مرتكزاتها المتينة كبير ما رسخته قيادته من أنموذج يضع النظرة الصائبة والثاقبة في توقع المستقبل واستشرافه والمثابرة على صناعته في قلب خططها وأنماطها وأولوياتها الوطنية.
الذكرى الـ304 بتقويمنا الهجري على تأسيس وطننا العظيم، تأتي اليوم في السنة السادسة من الرؤية الوطنية، وقد أعلت المملكة منجزاتها التي تفاخر بها دول العالم وترفع مكانتها عالياً بين نجوم السماء، وهيأت سواعد الجد والإرادة والإصرار لتحقيق أهدافها المشروعة في 2030، فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، وتطوير مستوى جودة حياة المواطنين، بقوة عزيمة، يلتف حولها الجميع، قيادةً وشعباً، لإعطاء وطننا المكانة التي يستحقها بحلول 2030.
هذه الإرادة المخلصة التي لم تكن مسبوقة، لا في حدود التاريخ ولا في أماكن الجغرافيا، والتي شدد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- في خطاباتهما الرسمية لشعب المملكة في المناسبات العامة، تقود اليوم أسلوباً جديداً من حيث الفكر رسَّخ التخطيط للمستقبل والعمل على صناعته والتنافس مؤشرات التنافسية العالمية عالمياً ومسابقة الزمن، أساسيات ثابتة في ثقافة أبناء الوطن ككل، ومكوّناً أصيلاً في نهج وطنهم، إذ أكد الملك سلمان على أننا نعيش في مرحلة تفرض الكثير من التحديّات، مما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنياً على الدراسة والأُسس العلميّة الصحيحة، وهو الذي يشرع لوطننا أبواب العبور إلى المستقبل المنشود.
المنجزات النوعية والتاريخية التي يرفع وطننا سقف طموحاته نحوها في رحلة رؤيته، محركها القوي نهجه السديد ورؤيته الواضحة واستراتيجيته المدروسة، وبوصلتها الأساس هو بناء الإنسان، فهو يعمل بمبادرات وأعمال كبرى لا تتوقف للاستثمار في القدرات والعقول والكفاءات لتجهيز كل القطاعات لمرحلة ما بعد النفط، ببناء اقتصاد معرفي حقيقي عماده الابتكار والتعليم والإبداع والبنية التحتية والحوافز وتأهيل الكوادر، كما يعمل بمبادرات مساندة، لتعزيز القيم الحضارية للمملكة عالمياً ومأسسة نشر الاعتدال والانفتاح والتعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات والحفاظ على النسيج المجتمعي، وحماية الوحدة الوطنية وتمكين الأمن والاستقرار والسلام لخير الإنسان في أي مكان.
الثاني والعشرون من فبراير، هو حاضر دائماً في القلوب، ليحتفي أبناء المملكة بجهود رمز تاريخي تميز بالعطاء والإخلاص والتضحية، كما يحتفلون أيضاً بالمستقبل، بما تلهمهم به القيادة الرشيدة التي حملت الراية لتصنع المعجزات على الأرض والفضاء، وتكون الأمينة على رفاهية ورخاء ومستقبل مضمون لأبناء وطننا وأجيالهم.
عاش يوم تأسيس وطننا، الذي حوّل أصعب ثلاث سنوات بقسوتها وأزماتها، بدءاً بجائحة كورونا ووصولاً إلى الأزمة المالية التي مرَّ بها العالم، إلى شعلة تفاؤل وأمل وثقة، يقوّي بها العزم ويشد بها الإصرار لصناعة غد أحسن وأجمل، فهنيئاً لشعبنا قيادته المعطاءة والمخلصة، وهنيئاً لقيادتنا شعبها المتلاحم والمتكاتف، وهنيئاً لوطننا يوم تأسيسه الذي يسير به نحو نهضة جديدة وتنمية مستدامة يجعله في صدارة الدول.
** **
- سلمان بن حمود الهدلاء