«الجزيرة» - جواهر الدهيم:
تحتفل بلادنا الغالية لأول مرة بيوم التأسيس اليوم الـ22 من فبراير 2022، وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ويوم تأسيس الدولة هو من أهم الأحداث التي لا يمكن أن تفارق الذاكرة فهو جذور لدولتنا التي شعارها التوحيد ودستورها القرآن الكريم. ويأتي يوم التأسيس تعميقاً للولاء والانتماء، ويجسد مدى اهتمام وحرص خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بتاريخ الوطن وربط المواطنين بالعمق التاريخي لدولتنا العظيمة منذ عهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى قبل حوالي 3 قرون.
ويأتي هذا اليوم ليذكرنا بنضال الإمام محمد بن سعود من أجل توحيد الصفوف ولمّ الشمل، حيث تولى حكم الدرعية في 30 جمادي 1139هـ، فكانت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى التي أضحت عاصمة لدولة مترامية الأطراف، وأصبحت مصدراً مهماً للجذب الاقتصادي والفكري والثقافي. وهذا ما تحدث عنه عدد ممن استضفناهم للتعبير عن مشاعرهم في هذه المناسبة الغالية:
مناسبة عظيمة
تحدث في البداية عن هذه المناسبة المجيدة الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أمين عام اتحاد المستشفيات العربية، فقال: أول مرة تحتفل بلادنا الغالية في 22 من فبراير الجاري 2022 بيوم تأسيس الدولة السعودية، وهو ما وجه به مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، ويجسد مدى اهتمامه وحرصه -أيده الله- بتاريخ الوطن وربط المواطنين بالعمق التاريخي لدولتهم المباركة منذ عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من 3 قرون، ومن ثم استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، ثم ما قام به الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية، على المنهج القويم «كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فحققت الوحدة بعد الفرقة، وأرست دعائم الأمن والأمان والاستقرار، ولا شك أن مناسبة يوم التأسيس مناسبة عظيمة تستعرض مجد هذه البلاد المباركة، وتتجلى فيها أصدق السمات الوطنية والعلاقة الراسخة والثابتة بين أبناء الوطن وقيادته، ويحق لنا أن نفخر بتاريخنا وحضارتنا بين الأمم، فوطننا له تاريخ مجيد عبر قرون من الزمن وقصص من البطولات والملاحم والتكاتف بين القيادة والشعب، وما زالت بلادنا -ولله الحمد- تعيش قفزات تنموية وتقدمًا وحضارة جعلت هذا الوطن في مقدمة دول العالم ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وهي تُعنى بالإسلام وتتخذ من الكتاب والسنة دستوراً لها، وتسير على نهج السلف الصالح، وتقوم على رعاية وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، إذ شهدت خدمة ضيوف الرحمن تطورات متلاحقة تحت مظلة مرتكزات رؤية المملكة 2030، كان أبرزها استمرار التوسعة السعودية للحرمين وزيادة المساحات والخدمات لزيادة طاقتها الاستيعابية، من خلال زيادة التوسع في منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والارتقاء بها مع التحسين الجذري للإجراءات، وإثراء الرحلة الدينية والتجربة الثقافية، وعكس الصورة الحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوفه، ولا ننسى أن بلادنا الغالية تواصل قصة نجاحها برؤية مبنية على مكامن قوة هذا الوطن وقدراته الفريدة، رؤية الحاضر للمستقبل، رؤية 2030 التي حققت إلى الآن نتائج ملموسة لأمّة طموحة تبني مستقبلاً أكثر إشراقاً، حيث حققت برامج تحقيق الرؤية نجاحات ملحوظة على صعيد محاوره الثلاثة وهي : مجتمع حيوي، واقتصاد مدهر، ووطن طموح، أسأل الله العلي القدير أن يحفظ مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم عزهم وينصرهم ويجعلهم ذخراً للمسلمين، وأن يديم على وطننا الغالي الأمن والأمان والسعادة الدائمة ليظل الوطن شامخاً فوق القمم -بإذن الله-.
يوم التأسيس ذكرى خالدة
وفي هذ اليوم المجيد يتحدث الدكتور أحمد بن عبدالله بن ملداح القحطاني المستشار بالإدارة العامة للموارد البشرية بوزارة الداخلية فيقول: جاء الأمر السامي الكريم رقم 1/ 371 وتاريخ 24/ 6/ 1443هـ اعتزازاً بالجذور الراسخة لتأسيس هذه الدولة قبل ثلاثة قرون بالاحتفال باليوم الذي تم به تأسيس الدولة السعودية الأولى، والتأسيس يعرف في الحياة بأنه يوم لمرحلة جديدة في حياة الأفراد والمجتمعات، ويعتمد تدوينه في التاريخ واستمرار تداوله على الأهمية والأثر والتغيير الإيجابي الذي يتركه في حياتهم لاحقاً. ويوم التأسيس في السعودية يُعد الأهم في تاريخها والذي أسهم في خلق حياة مستقرة لسكانها على مدى ثلاثة قرون. ويعرف هذا اليوم بأنه الذي تم فيه تأسيس الدولة على يد الإمام محمد بن سعود في الدرعية عام 1139هـ- 1727م، ويعزو الفضل -بعد الله- في حفظه بذاكرة السعوديين إلى ثلاثة عوامل رئيسة؛ أولاً: سلامة العقيدة التي قامت عليها الدولة وتطبيق شرع الله.
ثانياً: قيامها على مبدأ الوحدة بين قبائل الجزيرة العربية وبث روح التسامح والمودة بين القبائل المتناحرة خلال تلك الفترة، وذوبانها في المصاهرة والتقارب وإصلاح ذات البين وحفظ المقامات، ونبذ كل ما من شأنه بث روح الفرقة والخلاف.
ثالثاً: إقامة العدل بين السكان والبُعد عن التحالفات الدولية والإقليمية القائمة -آنذاك- والتي يترتب عليها فرض سياسة أمر واقع يتماشى مع قيم ومبادئ ومصالح تلك القوى (سياسة نأي واستقلالية دون انعزالية). ويُعدُ يوم التأسيس مناسبة وطنية لاستذكار تاريخ تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون في 30/ 6/ 1139هـ- 22/ 2/ 1727م، وتم من خلالها تأسيس كيان سياسي يحقق الوحدة والاستقرار، وتوحد فيه الناس، وازدهرت البلاد، وانتشرت الثقافة والعلوم، وأصبحت الدرعية عاصمة الدولة، وهذا اليوم بمثابة إبراز للعمق التاريخي والحضاري للدولة، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين.
ملحمة الإصلاح
وفي هذا اليوم الذي نعيش فيه فرحة التأسيس، يقول عبدالعزيز بن سليمان الحسين: يوم التأسيس هو يوم يستذكر فيه المواطن السعودي ملحمة إصلاحية قام بها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في مرحلة ساد فيها التشرذم الاجتماعي والاختلاف الثقافي، وساد الجهل والفوضى التي جعلت أرض الجزيرة العربية أرضاً طاردة غير مستقرة، ما جعل هذا الإمام الصالح يتبنى تأسيس كيان يقوم على جمع الناس تحت راية واحدة؛ راية التوحيد، وإمام واحد، فإن «يوم التأسيس»، الذي أعاد التاريخ لتعرف الأجيال هذه التضحيات الكبرى للإمام محمد بن سعود ومن معه من رجال لجعل الاستقرار يسود في أرجاء البلاد والأمن، لتتواصل هذه الإنجازات العظيمة حتى يومنا هذا، والذي نعتز بمكانة مملكتنا الغالية في العالم وتقدمها في جميع المجالات.
حدث تاريخي
وفي هذا اليوم المجيد، يتحدث الدكتور خالد الحبشان رئيس مجلس إدارة نادي الدرعية، فيقول: يعتبر يوم تأسيس الدولة السعودية ذكرى وطنية مهمة في حياة الشعب السعودي، حيث كانت قد قامت عليها الدولة السعودية الأولى وتخليداً لهذا الحدث العظيم بعد أن أصدر مولاي خادم الحرمين الشريفين قرارًا باعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، ويعد يوم التأسيس من أهم المناسبات الوطنية التي سوف يكون لها أثر لدى كل مواطن سعودي للاحتفال بهذا اليوم، حيث تأسست الدولة السعودية قبل حوالي ثلاثمائة عام، وكان ذلك في 22 فبراير لسنة 1727م عندما أسس الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في هذا التاريخ لاتخاذ جميع القبائل، واتخذ مدينة الدرعية في ذلك الوقت عاصمة له، وهذا الاحتفال هو رسالة لأبناء الوطن، خاصة الشباب، ليعرفوا الملحمة الوطنية لتأسس الدولة السعودية الأولى.
يوم الوحدة
إن ذكرى يوم التأسيس تؤكد حرص المملكة على تطوير الهوية الوطنية لدى الأجيال، حيث إن المرسوم الملكي ينص على أن يكون يوم 22 فبراير يوماً للاحتفال بتأسيس الدولة السعودية الأولى على يد محمد بن سعود في منتصف عام 1139 هـ، الموافق فبراير 1727م، ثم ما تلاها من تأسيس السعودية الثانية، واستمرت حتى عام 1891م، ثم قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ببناء الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها تحت اسم المملكة العربية السعودية. إن يوم التأسيس هو يوم مهم علينا، ففيه نعيد ذكرى ذاك اليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية تحت قيادة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، والدرعية عاصمة لها، ومؤخراً اختارت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتعليم الثقافي حي طريف في مدينة الدرعية كموقع للتراث العالمي، والدرعية هي ثاني موقع في المملكة العربية السعودية يتم وضعه على اليونسكو العالمية قائمة التراث واعتمدته منظمة اليونسكو عاصمة للثقافة العربية لعام 2030م. وبصدور المرسوم الملكي يصبح يوم التأسيس يوماً يحتفل به جميع السعوديين وتبقى الذكرى عالقة في العقول والقلوب.
الماضي اللّي صار للحاضر طريق
وبهذه المناسبة يقول عبدالعزيز بن أحمد العمران: الماضي اللّي صار للحاضر طريق قصة عشق من سمعها غنّى بها، نعم فإن الاحتفاء بيوم التأسيس الذي يبعد عنا مسافة زمنية تقارب الثلاثة قرون يعتبر مناسبة مهمة جداً لاستحضار وتذكر ماضٍ تليد كان هو الأساس لمملكة الأمن والأمان والتطور والازهار، مملكة عظيمة ذات ثقل ديني وسياسي واقتصادي، نهض بها حكامها الأبرار وشعبها الوفي ليسجل اسمها بكل فخر واعتزاز في طليعة الدول من حيث التقدم والرقي والنماء في المجالات كافة، وبالتالي فإن هذا الوطن الغالي يستحق إضافة يوم إلى أيامه وأعياده المجيدة الجميلة، ولا أجمل ولا أهم من أن يكون هذا اليوم هو «يوم التأسيس، رحم الله من وضع أسس مملكتنا الغالية، وحفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأدام الله على وطننا الغالي نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
تذكير للأجيال
وفي هذا اليوم يقول المذيع عبدالمجيد الطاسان: يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية يوم تذكير وتعريف للأجيال السعودية وللعالم بتاريخ المملكة الممتد لأكثر من 300 عام، هذه الدولة المباركة المنارة المشعة دولة الأمن والأمان والسلام منذ بداية تأسيسها وهي منفتحة على العالم لما فيه مصلحة للوطن وللإنسانية. يوم التأسيس ذكرى للانطلاقة نحو المستقبل.
مثال القوة والتلاحم
وفي هذا اليوم يشارك وائل الدغفق الرحال بقوله: إن يوم التأسيس الموافق لـ30 جمادى الأولى من عام 1139هـ، والذي شهد تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية لتعم الوحدة الاجتماعية بأرجاء الجزيرة العربية كافة المقطعة -آنذاك-، وإقامة العدل والدين في عهده وما تبعه من عهود منيرة إلى الدولة السعودية الثالثة التي أسسها للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- لهو مثال القوة ومتانة التلاحم بين الشعب وحكامه.
فخر واعتزاز
وبهذه المناسبة يقول عبدالعزيز الرضيان صاحب المتحف التراثي في ضرماء: في هذا اليوم لا بد أن نفرح ونرفع رؤوسنا فخراً بتاريخنا العريق وبما تحقق منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى علي يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- قبل 3 قرون، واليوم نحتفل بهذا المجد وهذه الدولة التي ننعم فيها بالأمن والأمان، سائلين المولى -عز وجل- أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأن يحفظ دولتنا من كل سوء.
يوم خالد
وفي هذ اليوم الخالد يتحدث معتصم بن أحمد العريك مسؤول العلاقات العامة والإعلام بجمعية احتواء، فيقول: نحتفل اليوم ولأول مرة بيوم التأسيس إدراكاً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لأهميّة هذا اليوم، ولتطلع الأجيال على مجريات تأسيس الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في عام 1727م، لذا أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمرًا ملكيًا يقضي بأن يكون اليوم الثاني والعشرين من فبراير من كل عام ذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم يوم التأسيس، ويكون إجازة رسمية في المملكة؛ إذ إنّ تضحيات الأئمة والملوك الذين سعوا بكلِّ جدِّ واجتهاد وتفانٍ لأن يؤسسوا دولة ويبنوا كيان لهوَ جديرٌ أن تعيَ الأجيال الحاضرة والقادمة -بإذن الله- تلكم التضحيات، ويحافظوا على المعطيات والمكتسبات التي تحققت خلال ثلاثة قرون من العطاء الفكري والمادي والسياسي والاجتماعي والصحي والتعليمي، وأصبحت لهم دولة مُتجذرة بالتاريخ، لهو فخر لنا بهذا المجد التليد، حفظ الله قادتنا وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.
إشادة عربية
وبهذه المناسبة يقول مازن السويدي الشاعر والكاتب من جمهورية مصر العربية: في ذاكرة الشعوب أيام لا تنسى، وأحداث تظل عالقة بالوجدان، ويوم التأسيس السعودي هو من أهم الأحداث التي لا يمكن أن تفارق الذاكرة والوجدان لدولة شعارها التوحيد ودستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويعد هذا اليوم بمثابة افتخار واعتزاز لكل مواطن سعودي بتلك الجذور، ويأتي يوم التأسيس ليعبر عن ارتباط المواطنين الوثيق بقادتهم من المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين، ويأتي يوم التأسيس ليذكرنا بجهود الإمام محمد بن سعود من أجل توحيد الصفوف ورأب الصدع بعد قرون عديدة وأزمنة مديدة من التشرذم والفرقة، وبعد السعي والكفاح كان للإمام محمد بن سعود ما أراد، وكلل الله جهوده بالنجاح، وتولى حكم الدرعية 30 جمادى الآخرة 1139هـ، الموافق 22 فبراير 1727م، وكانت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى.
الحضارة والأصالة
وفي هذا اليوم المجيد تقول الدكتورة نورة بنت سعود آل هلال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام: عمق الماضي ونبوغ المستقبل سمات تتجسد في صورة تاريخية، تصف أصالة يوم ذي أثر عميق، وبعد تاريخي عظيم، إنه يوم التأسيس عنوان الوحدة والاستقرار، وبداية النمو والازدهار في عاصمته الدرعية؛ تلك الأرض الشاهدة على أعظم وأهم يوم في الدولة، فمنها بدأ عهد الإمام محمد بن سعود في يوم 22-2-1727هـ.
ولا يخفى على أحد دهاء وذكاء وفطنة وحكمة الإمام محمد بن سعود، حيث ازدهر التعليم والأمن في عهده، وارتبط اسمه بمناصرة الدعوة الإصلاحية، واتسمت الدولة السعودية الأولى بالاستقرار والاستقلال، وكان الاهتمام من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالدرعية وآثارها دلالة على مكمن العز والشرف فيها، حيث كان شديد الحرص على آثارها التاريخية، وتجلي هذا الاهتمام في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أولت الإرث الثقافي والتاريخي اهتمامًا عاليًا.
محبتك إرث
وبهذه المناسبة تقول الدكتورة بلسم بنت عبدالله الرشيد، رئيسة قسم الطفولة المبكرة جامعة الأميرة نورة: نعم هذا الوطن يبعثنا ويبتعثنا لأفضل الجامعات الدولية.. تشرفتُ كوني إحدى سفيراته وابتعثتُ للدراسة في جامعة بريتش كولومبيا الكندية، وتحظى كونها سابع أهم جامعة في العالم في مجال التعليم.. مدينون لهذا الوطن بكثير من الحب والعطاء والوفاء.. عدنا نحمل ما تعلمناه، ونحرص أن نجعل السعودية تحقق فينا ما تطمح وتصبو إليه، مستقبلاً مشرفاً، حبانا الله في مملكتنا الحبيبة بعظيم هبات تجسد تاريخنا المشرف، وكأنَّ هذا تسليط الضوء على المكانة والأمانة العظيمة لهذه البلاد المباركة، فمنذ تأسيسها وعلى امتداد ثلاثة عقود، نحكي فيها فخرنا ونوثق تجربة ترابطنا، نعتز بأصالتنا، نبادر بكرمنا.. مؤمنين بمعرفتنا، ماضيين برؤيتنا، متمكنين من حاضرنا، متطلعين لمستقبلنا متفوقين وموفقين -بإذن الله-، حفظ الله بلادنا وأدام أمنها وأمانها وقيادتها.
يوم بدينا
وفي هذا اليوم المجيد، تقول نورة بنت عبدالرحمن الرشيد مستشار اتصال وتطوير إداري، ومؤسس ملتقى تراثنا: الاحتفال بذكرى يوم التأسيس، يتسنى فيها إحياء إرث وتاريخ بطولات وقصص أجداد وأمجاد، ليسير الأحفاد على خطاهم، وتتجدد روح الوحدة والوفاء والتلاحم بين أجيال الأمس واليوم، فمن لا ماضي له لا حاضر له.
يبهجنا اليوم الاستعدادات في أنحاء مناطق المملكة للاحتفال بيوم التأسيس من فعاليات وفنون مختلفة نافذة الماضي لاستحضار رموز التأسيس لهذا الوطن، تحت مسمى يوم بدينا، الموافق لـ30 جمادى الأولى من عام 1139هـ، والذي شهد تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية قدوات يحتذى بها، ونموذج لمفهوم القيادة الحقيقية التي بدأت من المحك، وخلقت صفوفاً قيادية من بعدها تحمل ذات رسالتها، فالأشخاص يرحلون وتبقى أفكارهم بقوة وسمو أفكارهم، تخلد أعمالهم، فالتأثير بالنموذجة أسرع تأثيراً، تضحيات وأعمال ينعم بثمرتها أبناؤها اليوم.
تأسيس وتاريخ
وفي هذه المناسبة المجيدة تقول نورة بنت عبدالله بن حثلين: بدأت وحدتنا قبل ثلاثة قرون، وها نحن اليوم نرسم خارطة تاريخ حديث مليء بالعراقة والكرم والأصالة التي سوف ترسخ لأجيال قادمة، كيف كنا وكيف نحن اليوم؟ وهذا بفضل الله ثم بفضل رجال وقيادة لا ننسى فضلها علينا مهما حيينا، اليوم يوم التأسيس، وبالأمس كان في جزيرة العرب التشتيت والجهل، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الأرض المباركة من خيار الرجال ما يأتي كل حقبة من الزمان، لكي يضع فيها حجر أساس وتأسيس لدين ثابت وكلمة واحدة، وتحت قيادة رجل واحد له السمع والطاعة، وهذا هو ديننا وهذا تاريخنا الأصيل. فعلينا أن نفخر ونفاخر بوطننا الغالي، وأن نوصي أبناءنا وبناتنا بعدنا بأن يصونوا العهد، ويحافظوا على كلمة الحق والعدل، وأن يمشوا على خطى آبائهم وأجدادهم الذين صارعوا وحاربوا الجهل والفقر والجوع، ورفعوا راية التوحيد، فهذا وطننا وهذه أرضنا، يجب أن نحتمي من دونها، وأن نزرع المحبة فيما بيننا، وليعرف العالم أجمع.
ماضٍ متأصل
وفي هذا اليوم تقول المستشارة الإعلامية زينب أبو عون: يجسد ذكرى التأسيس حكايات الفخر والنصر، يليق بك التواصل والوصل والأصالة والمعرفة يقينية، وأما الكرم فشيء متأصل فيك ومنك عبر السنين، وما هذه الأجيال إلا امتداد وحصاد تاريخك العبق وماضيك الواثق برجال مخلصين وصادقين، حري بنا أن نحتفي لك وبك ومعك، فأنت ذات الشأن وإني لشدة جمالك كل يوم أحبك أكثر.. لِمَ التشبث بك يصير أكبر في يوم تأسيسك، كيف لي أن أعبّر وأعبر نحوك إليك دون غيرك.. فأنتِ بعيني وقلبي وعقلي أجمل وأكمل.. قولي لي ما السر في حبك الذي يكبر ويكبر يا مهوى الأفئدة صاحبة المكانة المصانة وذات المهابة.
وطننا العريق
وتشارك بمشاعرها اليوم منيرة بنت عبدالرحمن الداعج وطننا العريق، تمتدّ جذوره في التاريخ، وطن تأسّس على التوحيد والاعتزاز، لم يكن في تاريخه راضخاً لاستعمار، ولا في نمائه وعلوّه تابعاً للاتجاهات والأفكار.. وتأتي ذكرى التأسيس المجيد بمرسوم ملكي ليذكّر بيوم 30/ 6/ 1139هـ، الموافق 22/ 2/ 1727م، في هذه الذكرى يجدر بأبنائه جميعاً وجيل الشباب، خاصة أن يفخروا بهذه القرون من التوحيد والنور والشموخ، شموخ النخيل الباسقة، التي رمز لها شعار التأسيس، رمز العطاء الجزيل والظل الوارف الجميل، حفظ الله وطننا الغالي وزاده نماء وامتدادًا، وحماه من حسد الحاسدين، وحفظ أبناءه البواسل المخلصين.
عراقة ومجد
وتقول تغريد بنت أحمد العريك معلمة لغة عربية: في هذا اليوم المجيد نحتفل ولأول مرة بيوم التأسيس الذي هو رمز عزنا ومجدنا، ومما يثلج الصدر إطلاق الهوية البصرية، تحمل معاني جوهرية تاريخية متنوعة ومرتبطة بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية في أيقونة يحيط بها 4 رموز، هي: التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم، والمجلس الذي يعبر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي، والخيل العربي وهو العنصر الذي يعرض فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم. وكُتبت عبارة «يوم التأسيس- 1727م بخط»، مستلهماً من مخطوطات عديدة وثقت تاريخ الدولة السعودية الأولى لتكون الرسالة الشاملة للشعار، مرتبطة بالقيم التي تمثل الثقافة السعودية المشتركة، وموصلة لمعاني الفخر والحماس والأصالة والترابط، ومرتبطة بالضيافة والكرم والمعرفة والعلوم.
مكانة تاريخية
وبهذه المناسبة، تقول أمل منصور السعدون مديرة مدارس: من أجمل القرارات التي صاحبت عودة أطفالنا الصغار للمدارس، قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بالاحتفال وللمرة الأولى للعام الحالي 2022 بيوم التأسيس، حيث يتمتع السعوديون بإجازة يوم 22 فبراير، وهو ذكرى تأسيس الدولة السعودية قبل 3 قرون، حيث تم وضع الحجر الأساسي وبدأت من الدرعية التي كانت العاصمة، وتوالت الإنجازات، وأصبحت وما زالت مدينة الدرعية مصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي. لا بد أن يشعر أطفال المملكة والعاملين بالقطاع التعليمي بالفخر والاعتزاز للمكانة التاريخية لبلادهم، ومدى عراقة الدولة السعودية وحضارتها العظيمة.
درعية المجد تسمو
وفي هذا اليوم المجيد، تقول موضي بنت عبدالرحمن أبو دهيم الإدارية بالثانوية الأولى بالدرعية: في يوم التأسيس لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، نقف فخراً بمجدنا وتاريخنا الحافل بالبطولات، ابتدأنا من الدولة السعودية الأولى بالدرعية، والتي أسسها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- قبل 3 قرون، ثم توالت البطولات إلى عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، ومن بعده سار أبناؤه البررة بتولي الحكم، ومواصلة التقدم حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-، ليعيدا إلى الدرعية مجدها السابق، فلنا الفخر بقادتنا، ولي الفخر بمدينتي الدرعية مسقط رأسي ورأس آبائي وأجدادي، حفظ الله قادتنا ووطننا.
نروي للأجيال
كما تعبر عن هذا اليوم المصلحة أمل أبا حسين، قائلة: يوم التأسيس هو اليوم الذي ولدت فيه دولتنا، وتأصلت فيه هويتنا الوطنية التي نرتفع بها شموخاً وفخراً واعتزازاً، وهو يوم الفخر بمجدنا الباقي علي مر العصور، يوم نروي فيه لأبنائنا وأحفادنا قصص البطولات في تأسيس هذه المملكة الشامخة، ونسأل الله -عز وجل- أن يحفظ قادتنا ويحفظ لنا السعودية، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.
ماضٍ عريق
تتدفق المشاعر فرحاً بهذه المناسبة، فتقول تمام البلوي المصممة التراثية من محافظة الجوف: في هذا اليوم الذي نحتفل فيه لأول مرة بيوم التأسيس لدولة المجد، ونستذكر فيه بطولات الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- بتأسيس الدولة السعودية الأولى في الدرعية قبل ثلاثة قرون، نعيش اليوم هذه البطولات لنحيي تاريخنا ومجدنا، وليرى العالم كيف وصلنا بأصالتنا وعراقتنا وتاريخنا المجيد.