فهد بن زيد الدعجاني
انتقل إلى رحمة الله رجل فاضل من أهالي جنوبية سدير، اشتهر هذا الرجل في مجتمع سدير بأخلاقه العالية ولين الجانب، فالموت غيب جاري الشيخ حمد بن ناصر البراهيم رحمه الله، ولم تغب سمعته الناصعة وسيرته العطرة وستبقى في ذاكرة الأجيال، اشتهر أبو عبدالله بفتح باب ديوانيته منذ عشرات السنين، يرحب بزواره ويتوافد عليه الناس بشغف وشوق، فيجدون الأنس والمتعة في مجلسه العامر، الشيخ حمد البراهيم رجل تقي محافظ على طاعة الله وسمته وأخلاقه مُنذ نعومة أظافره فرزقه الله أبناء صالحين محافظين على الأخلاق الحميدة التي رسمها لهم، فعندما كبر بالسن وأقعده المرض منذ عدة سنوات، أخلص أبناءه في بره وبالعناية به، وقد رأيت أبناء يبرون بآبائهم ولكن لم أر مثل بر أبناء حمد البراهيم بوالدهم لأني رأيت التفاصيل الدقيقة في العناية به دون كلل أو ملل مفرغين أنفسهم رغم مشاغلهم ومصالحهم ووظائفهم ولم يركنوا لغريب كي يساعدهم في العناية به وبصحته، رحل الشيخ حمد البراهيم وترك ارثاً من الأخلاق الحميدة يحتذى بها، صباح يوم السبت الموافق 11 رجب 1443هـ كان صباحًا مؤلما عندما فاجأني خبر وفاته، وزاد ألمي وذرفت دمعتي عندما شاهدت الحزن في وجوه أبنائه بعد تغسيله، وقبل الصلاة عليه توافد الناس إلى المسجد من كل حدب، فضاق المكان بالمصلين، ولم يجد بعضهم مكانًا للصلاة فيه، وكانت ألسنة المعزين تلهج بذكر الفقيد وتعداد مناقبه، فهنيئاً له هذه السمعة الطيبة وهنيئا لأبنائه هذا البر، وأنا لا أجامل ولا أرفع سقف المديح، وأنقل ما شاهدته وعايشته منذ سنوات، النية إذا زانت زان معها كُل شيء، والأخلاق هبة من الله يحظى بها أناس وينحرم منها آخرون، فهنيئا لأبناء المرحوم حمد البراهيم هذه الأخلاق العالية التي تميزوا بها فقلوبهم حانية وسريرتهم نقية، ولا يستغرب منهم هذا الوفاء والعطاء.
أحسن الله عزاء الجميع في وفاة أبو عبدالله، وأدعو الله أن يرفع درجاته في جنات النعيم.