يا غائباً في الثرى تبلى محاسنه
الله يوليك غُفراناً وإحساناً
بالأمس القريب فقدت أسرة المشعل ابنها فيصل بن علي المشعل، واليوم فجعت بفقد ابن عمه عبدالرحمن بن سليمان المشعل (أبي مشعل) بعد معاناة مع المرض صابراً ومحتسباً، رغم ما يعانيه من عقابيل المرض المستعصي الذي حلّ بجسمه الطاهر ما يقارب ثلاث سنوات، حيث انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الخميس 24-6-1443هـ، وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع البابطين شمال الرياض، ثم حُمل جثمانه الطاهر ووُورِيَ في مقبرة «صفية» بمحافظة حريملاء، مجاور قبر والده وأعمامه وأبناء عمومته في أجواء حزن وأسى على رحيله:
مُجَاوِرَ قَوْمٍ لاَ تزَاوُرَ بَيْنَهُمْ
وَمنْ زَارَهُمْ في دَارِهِمْ زَارَ هُمَّدَا
وكانت ولادته في الرياض عام 1391هـ، وقد نشأ وترعرع بين أحضان والديه وإخوته، وبعد بلوغه السن النظامي التحق بالمرحلة الابتدائية، بعد ذلك التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض إلى أن نال الشهادة الثانوية منه، ثم التحق بمعهد الإدارة، بعد ذلك تم تعيينه في وزارة العدل واستمر فيها عدة سنوات إلى أن انتقل إلى رئاسة مجلس الوزراء وتدرج في المراتب إلى أن صدر قرار ترقيته إلى المرتبة الثالثة عشرة مديراً عاماً لإدارة الاتصالات بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، وكان طيلة عمله محل ثقة وتقدير المسؤولين لما يتمتع به من حِنكة وأمانة في أداء عمله، وكان - رحمه الله - طيب المعشر كريم السجايا محبوباً لدى الجميع وكان بمثابة الأخ الشقيق لأبنائي أبناء عمته، وأبناء أعمامه، لمكانته العالية في نفوسهم، وكان باراً بوالديه وواصلاً لرحمه، وقد سعدنا بزيارته الأخيرة لنا قبل عدة أسابيع في منزلنا بمحافظة حريملاء، حيث دارت بيننا وبينه الأحاديث الودية والطرائف اللطيفة..، وقد طبعه المولى على حب الضعفة والمساكين، كما كان يمنح الأطفال الهدايا التي تناسبهم وتفرحهم مخلداً الذكرى الحسنة في نفوسهم مدى الأيام:
ومن غرست يداه ثمار جودٍ
ففي ظل الثناء له مَقِيلُ
ولسان حال إخوته وأبناء أعمامه يرددون هذا البيت:
تتابعَ إخوتي وَمضوا لأمرٍ
عليهِ تتابعَ القومُ الخيارُ
تغمده المولى بواسع رحمته - وألهم والدتهُ وإخوانه وأخواته وأبناءه وبناته وعقيلتيه: «أم مشعل، وأم محمد»، وكافة أسرة المشعل الصبر والسلوان.
تولى وأبقى بيننا طيب ذِكره
كباقي ضياء الشمس حين تغيب
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف