صيغة الشمري
يضع الكثير من مشاهير «السوشال ميديا» بكل جرأة تعريفًا لهم « مؤثر على أسلوب الحياة»، هذا التعريف الذي ينطلي على الكثيرين من العوام ليمنحوه ثقتهم وإعجابهم ليبدأ في التأثير السلبي الذي قد لا يتوقع هذا المتابع مدى خطورته وسلبيته على حياته وروحه وعقله، والحقيقة أن أغلبية مشاهير السوشال ميديا ما هم إلا مؤثرين على «سلب» الحياة وتفريغها من معناها الحقيقي وقيمتها الإنسانية حتى تصبح تافهة لا معنى لها، يتشارك التافهون من هؤلاء المشاهير في صناعة التفاهة بين أروقة المجتمعات حتى تصدروا المشهد على حساب النخب الاجتماعية، التي بدأت تتراجع لصالح هؤلاء السذج مما يؤدي مع الوقت لمخرجات لا تتمتع بالعمق والمتانة المأمولة في بناء مجتمع منتج وناهض. المسميات التي يضعها مشاهير «السوشال ميديا» لأنفسهم أو يختارونها تسهم في خداع المتلقي وتلبس عليه إذا كان يبحث عن مؤثر متخصص، وخصوصًا في مجال تطوير القدرات أو أي فرع آخر من فروع علم النفس وغيرها من أصحاب التخصص الذين يستحقون من يتابعهم، للأسف بأن السواد الأعظم من هولاء المشاهير يقدمون محتوى تافهًا مثل إقامة الألعاب والمسابقات بينهم أو استعراض رفاهيتهم بطريقة تضرب في أعماق وروح الإنسان المجتهد الذي يكافح في دراسته وتحصيله العلمي ليكون معول بناء له ولوطنه، لا يجب منحهم قيمة لمجرد أن لهم ملايين المتابعين، فهذا لا يعبر عن أي قيمة تُذكر بل على العكس، كل المؤشرات التي نتجت عن الدراسات العلمية في كل أنحاء العالم تحذر من العواقب الوخيمة التي تسببها شهرة مشاهير «السوشال ميديا» وتدعو لعدم متابعتهم ومنحهم أي أهمية تُذكر، في الوقت نفسه يجب على أصحاب المحتوى المؤثر الذين ليس لهم متابعون بالملايين أن يجتهدوا ويقدموا محتواهم بطريقة احترافية ومنافسة حتى لا يتركوا فراغًا يتغلغل من خلاله بعض تافهي مشاهير السوشال ميديا. أعرف بأن هذا الموضوع قد طرح طريحًا ولكن يجب علينا أن نستمر في طرحه لمقاومة المحتوى التافه على حساب المحتوى القيم.