إيمان الدبيّان
هو انعكاس لتصرفاتنا، مرآة حياتنا، بوابة سعادتنا، مقياس تعاملاتنا، إنه الدين الإسلامي عقيدتنا، منهجنا، دستورنا الذي به حُورِب الفكر زمنا، وأُغلق العقل دهرًا إلى أن أُنيرت الألباب، وأشعلت مصابيح روح الشباب، فتم بالدين نضج المجتمع، وتطوير الإنسان نحو كل شيء له ينفع.
ما أجمل ديننا، وما أقبح من يتشدقون جهلا باسم الدين، يضيِّقُون ولا يستوعبون، يتزمتون ولا يبحثون، وفي الدين عكس ما ينادون: (استفت قلبك.. لا تحجر واسعا.. «لا تسألوا عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم..») الدين به تسمو الحياة ولا تُحجّر ولا تقيد، فيسعد الإنسان بحياته ولا يُجهَد، الدين تيسير وتغيير.
الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ويتماشى مع مصالح وحياة الإنسان؛ لذا تتغير أو تعدل بعض أحكام الأحوال الشخصية بما يتناسب مع المصالح الاجتماعية، درءا للمفاسد وجلبا للمصالح، والأخذ بفتاوى مذاهب حَللّت، وعدم التمسك بأخرى حَرّمت.
البعض بلا تفكير يقاوم التغيير معللا ومتسترا بالدين، فغالب الأمور لديهم يحكم عليها بالتحريم مع أن الأصل في الحياة التحليل، ويرددون نصوصا شرعية بلا إدراك ولا وعي، ويتجاهلون أخرى بلا تقصي أو سعي، فجعلوا الدين مظهرا وليس تعاملا ومخبرا، حولوه لعادة وليس إيمانا وعبادة، نحتاج لتطبيق الدين الصحيح بلا تطرف ولا غلو، فأروع قصص الحب وجدت في عصر محمد -عليه الصلاة والسلام- في بيته بين ابنته زينب وزوجها ابن العاص، وأجمل المواقف الرومانسية في حياة الرسول الزوجية، وأدق تفاصيل العلم الجنسية سُئل عنها في المساجد، وبعضها أجابت عنها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فلا حياء في الدين والعقائد.
جفاف مجتمعي عاطفي تحت مظلة العيب والحرام، فقست القلوب، وشاعت العيوب وغيبت ألفاظ ومفردات لها أثر طيوب، ما يرونه في النور عيبا يعيشونه في الظلام حراما وواقعا؛ لأنهم لم يجعلوا الإسلام الداعي للتيسير منهجا وأخذوه قيد حياة وهو على العكس درب سعادة ومَعبَر.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} التغيير سنة إلهية كونية لنغير واقعنا للأفضل لا بد أن نتغير نفسيًا، وفكريًا، وعمليًا بطريقة صحيحة، وبمشاعر فصيحة، وبأحكام صريحة؛ لتكون حياتنا مليحة، ومجتمعاتنا مريحة، وعلاقاتنا فسيحة، ولنجعل التغيرات التي يقوم بها سيدي ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- عراب الرؤية ومهندسها لنجعلها أنموذجا ومثالا يحتذى في حياتنا الشخصية والمجتمعية، ومقياسا عليه نسير وبه يقتدى، تغيرت مراكزنا الدولية للمراكز الأولى في المنافسات والصناعات والتطورات عندما تم نُضج المجتمع وتغير للأفضل داخليًا مع الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية بشكل سليم، فكان النجاح محليًا ودوليًا.