الجزيرة - محمد بن عبدالله آل شملان:
إرادة لا تلين، وعزيمة لا تفتر، تتابع وزارة الرياضة مشاريعها ومبادراتها الريادية في مسار برنامج جودة الحياة لرؤية السعودية 2030 خطوة بخطوة، منفذة ومفتخرة، حيث اختتم مؤخراً سباق «طواف السعودية 2022» للدراجات الهوائية، مؤكدة بأن الرياضة في المملكة العربية السعودية تشهد نهضة واضحة وتطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة؛ نظير الدعم والاهتمام الكبيرين من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد -حفظهما الله-.
وزارة متميزة
من لم يشهد مبادرات وزارة الرياضة، ولم يستمتع بفعالياتها، ولم يتأمل في دوافعها، ودقة عملها وإبداع فريق عملها فاته الكثير، لهذا كانت وزارة الرياضة دوماً في المقدمة تحت متابعة واهتمام سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، يفد إلى المشاركة في برامجها آلاف المشاركين من كل مكان، لجانها العاملة خلية نحل، وسباقاتها الرياضية لا تكف عن استقبال الجمهور لحضورها، تشجيعاً وزهواً وفخراً، ونشراً لثقافة اللعبة والترويج لممارستها.
إنه وطننا، الذي أرادته القيادة الرشيدة، الدولة الأقدر للتنظيم في العالم، التي تمنح الفعاليات والأحداث الرياضية والعالمية كل ما تطمح له من وسائل النجاح، فموقع المملكة الاستراتيجي هو الأميز، وتضاريسها هي الأجمل، ومرافقها عالمية بامتياز، مسارات الدراجات الممتدة على 831.3 كم ومراكز البداية والنهاية لكل مرحلة من المراحل الخمس هو واحد من منجزات كثيرة، تعيشها المملكة واقعاً، فالمملكة في ظل الرؤية الطموحة 2030 تحطّم الحواجز، وترسّخ في كل يوم جديد أنها بإمكانها أن تكون أفضل، أن تنافس عالمياً، وتتميز وتتفوق وتحتل المراكز الأولى في كل شيء، وهي مقبلة على مزيد من المنجزات، كما وعد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن «طموحنا لا حدود له» و»تستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل»، فوطننا ماضٍ في طريقه نحو المستقبل يسجل الإنجاز بعد الإنجاز، بالأمس كانت مملكتنا تستضيف بطولة «طواف السعودية 2020» للدراجات في مدينة الرياض، واليوم تفتح ذراعيها لبطولة «طواف السعودية 2022» للدراجات في محافظة العلا، بالتنسيق مع الاتحاد السعودي للدراجات وتحت مظلة الاتحاد الدولي.
النسخة الثانية لطواف السعودية
اتجهت أنظار العالم نحو العلا مع انطلاقة النسخة الثانية لطواف السعودية، السباق العالمي الذي أقيم بعد الظرف الدقيق «أزمة كورونا» الذي شل الأنشطة الرياضية لمدة عام، وأقيم السباق خلال الفترة من 1 فبراير وحتى 5 فبراير في ظل تطبيق أعلى معايير التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية المشددة التي أثمرت مكتسباً جديداً تضاف لسجلات ونجاحات المملكة في المحافل العالمية، بمشاركة 105 دراجين عالميين يمثلون سبع فرق عالمية من عشر دول يمثلون 4 قارات.
وقطع المتسابقون المراحل بمعدل 4.5 ساعات لكل مرحلة، ومرُّوا خلال هذه المنافسة بـ26 منطقة وموقعاً تاريخيّاً خلال فترة السباق، وانطلقت المرحلة الأولى وانتهت في المتنزه الشتوي «وينتر بارك»، والثانية من أمام فرع جامعة طيبة وانتهت في «أبو راكة»، والثالثة من بئر «هداج» في تيماء وانتهت في مركز «البلدة القديمة»، والرابعة من المتنزه الشتوي وانتهت في مطل «حرة عويرض»، واختتم السباق وانتهى في البلدة القديمة.
وتعد المرحلة الأولى أطول مسافة في السباق بـ198، فيما تعد المرحلة الرابعة الأقصر في السباق بـ138.9 كم.
وقد صاحب السباق العديد من الفعاليات والسباقات الرياضية، في مقدمتها سباق الجمهور، والسباق النسائي، وسباق الناشئين الذي ينظمه الاتحاد السعودي للدراجات، إلى جانب سباق مخصص للأطفال.
التتويج
فاز مكسيم فان جيلز، الدراج البلجيكي من فريق لوتو سودال البلجيكي، بلقب سباق «طواف السعودية 2022» الذي اختتم مؤخراً في العلا شمال غربي السعودية، وتوج عبد العزيز المسعد وكيل وزارة الرياضة لشؤون الرياضة والشباب، البطل في نهاية السباق.
وتصدر جيلز الترتيب العام في السباق بزمن 17.9:38 ساعة، وبفارق 36 جزءًا من الثانية عن الكولومبي سانتياجو بويتراجو من فريق بحرين فيكتوريوس البريطاني، الذي جاء في المركز الثاني، فيما حل البرتغالي روي كوستا من فريق الإمارات في المركز الثالث بزمن 17.10:26 ساعة.
وكان ديلان جروينويجن الدراج الهولندي من فريق بايك إكسينج الفرنسي قد حقق لقب المرحلة الخامسة والأخيرة التي انطلقت وانتهت في البلدة القديمة في العلا بمسافة 137.9 كم، وبزمن قدره 2.56:10 ساعة.
وحقق فريق كويك ستيب ألفا فينيل البلجيكي لقب أفضل فريق في «طواف السعودية 2022»، فيما نجح مكسيم فان جيلز وبطل «طواف السعودية 2022» في ضم لقبي التصنيف الزمني الفردي والعام ولقب النقاط العامة، كما حصل الهولندي ديلان جروينويجن على لقب أفضل متسابق شاب في السباق، وحقق النرويجي مارتن أوريانستاد لقب السائق الأكثر فاعلية.
رياضة.. بصوت التأثير والطبيعة المتنوعة
تحدَّى السائقون المشاركون الزوايا الصعبة في السباق، التي أفرزت قوتهم وحماستهم وفنياتهم وأداءهم المحترف ليعانقوا تجاوز المرتفعات والمنحدرات، ومن الصعوبات في الإصرار على النجاح، والرغبة في بذل قصارى الجهد بالصورة المرئية والمشاهدة للجمهور والمتابعين، على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي.
السائقون المشاركون، بعد إتقان المهارة والخبرة والصبر وطول النفس والمثابرة التي اكتسبوها من خلال مشاركاتهم السابقة في رياضة الطوافات على مستوى العالم، اكتسبوا من استضافة المملكة «طواف السعودية» المشاهد الجميلة في الذاكرة من تكوين الطبيعة وتضاريسها ولونها وإحساسها.
الطرق الحديثة داخل المدن وصحاري والجبال والأبنية العمرانية والأجواء المذهلة والمغامرة والإثارة والندية، هذه ملامح رؤية النخبة من أبرز فرق ونجوم العالم في سباقات الدراجات الهوائية للمحترفين الذين شاركوا بالطواف في نسخته الثانية، علاوة على ذلك التنظيم الذي نال إعجاب كل المشاركين والمتابعين، واصطفاف المئات من عشاق سباقات الدراجات في المملكة على جوانب مسارات الطواف، من أجل تشجيع النجوم المشاركين في السباق، وحضور المصورين والصحفيين من مختلف وسائل الإعلام العالمية.
اتحاد نشيط وعملي
هذا هو «طواف السعودية 2022» وهذا هو الاتحاد السعودي للدراجات الذي تتوافد أفكاره على أرض الواقع، سعياً إلى بناء جسور مع الشغف الرياضي، وتوثيق العلاقة بالرياضة التي تعدُّ إحدى الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030، والمساهم الرئيس في مسيرتنا الاقتصادية، وتطوير رياضة الدراجات في المملكة إلى آفاق واسعة، ونشر رقعة ممارستها، مستفيداً من دعم القيادة الرشيدة، طامحاً إلى الترويج للمملكة والتطور الحضاري والعمراني والسياحي. ويعوَّل عليه بتكرار التجربة في المناطق التي يمكن استثمارها اقتصادياً وسياحياً وإلقاء الضوء عليها على النحو الذي يجعلنا نقدم صورة حقيقة عن القدرات التي تتوافر في وطننا، وأن تكون هناك خطط مستقبلية لابتعاث الدراجين السعوديين لمراكز تدريب عالمية للاستفادة وصقل مواهبهم.