د. صالح بن سعد اللحيدان
يقع في كثير من كتب التاريخ والتراجم في كتب القوم اَثار وروايات لم تصح وهذه مشكلة وبما أن اللاحق يحاول أن ينقل من السابق دون ذكر لذلك فإن كتاباً واحداً كمروج الذهب للمسعودي عفا الله تعالى عني وعنه مثلاً يغني عن غيره، ذلك لأن ما كان يحرره ويدونه إنما على حالات تتكرر حتى عند بعض المعاصرين وهذا مثاله دون شك في مثل:
- تشابه الروابة.
- تقارب الأثر.
- التصور العام للحوادث.
- الطرح الوصفي للظروف.
- تطابق التراجم للحكام والسلاطين.
- النقل الحرفي للنص في حال أو في حالات.
ولك أن تقرأ على سبيل المثال الأغاني، ثم العقد الفريد، فإنك سوف تجد مطابقة حرفاً حرفاً بين الأغاني والعفد الفريد.
إلا أن الأغاني شطح كثيراً خاصة في الروايات العذرية فحصل هنالك التزوير البواح,
ومن أجل ما ورد في هذه الأسفار وغيرها من التشابه ونقل التزوير إياه فإنني أورد بعضاً مما وقع دون تمحيص أو تدقيق أو معرفة الخطأ من الصواب. وهذا ضرب مما قد حصل:
- أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين أبطأ عليه الوحي أراد أن يتردى من أعالي الجبال أو كما ورد..
وهذا عند التحليل الأخير باطل لأن السند منقطع عن طريق الزهري.
وأيضاً فيه بلاغ والبلاغ دال على رداءة الوارد وإنما أورده البخاري للاعتبار ليس إلا وأيضاً فهذا الخبر يخالف عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
- وكذا ما أورده جملة من المؤرخين وناقلي الروايات
أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قرأ بمكة من سورة النجم فلما وصل إلى {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} سورة النجم، قرأ وإن شفاعتهن لترتضى فسجد معه المشركون فهذا عند نظر السند الموصل للرواية باطل من حيث المتن والقراَن الكريم {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
ومن حيث السند فهو متهالك والرواية كلها باطلة ومع ذلك نقلها بعض المعاصرين لجهالتهم بحقيقة السند وضوابط المتن أفرأيتم لو قيل إن فلاناً من الناس قال أو فعل ثم هو نفى ذلك فكيف تكون الحال؟ إذاً التزوير كذب صراح على واضحة مسطورة بينة على قائم بين مبين.
وانظروا هذه الخرافة وهي أن أبا لؤلؤه المجوسي لما تم قتله بعد أن قتل عمر غيلة وهو يصلي إماماً بالناس أخذه علي بن أبي طالب وطيره في الهواء الى بلاد الفرس فقبر أبو لؤلؤه في فارس ويزار الى اليوم.
وهذه قصة البردة وتناقلها جملة من المعاصرين حتى أن أحمد شوقي قال فيها شعراً كضربة واقعة ولا حقيقة للبردة أصلاً ولم يقع من ذلك شيء مع الأسف الشديد.