د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
أقل وأكثر لست تبلغ غاية تعبر بها عن شرف هذا القسم ولا عن أسفك لتفلت تاريخه. هذا أول قسم للغة العربية في بلادنا، أنشئ يوم بدأت الدراسة في الجامعة بافتتاح كلية الآداب عام 1378هـ. فكم توالى على هذا القسم من الأساتذة العظام ومن الطلاب النجباء من بلادنا ومن غيرها من الوافدين، فهل بقي من ذكرهم من شيء يذكر فيشكر، وإنما يكون القسم بأساتذته وطلابه وبرامجه.
لست تجد إن التمست سجلًا بأسماء أولئك الأساتذة، بله آلاف الطلاب الذين تخرجوا فيه ثم غادروه بخير ما ثقفوه فيه، وإن من مكملات تاريخ هذا القسم معرفة مآلات أبنائه الذين تخرجوا فيه، فمنهم من صار من علماء اللغة والأدب وأساتذة الجامعات وغير ذلك من الأعمال المهمة، أما طلابنا من غير السعوديين فإنا نعدّهم خير سفراء في بلادهم للغة العربية يعلمونها وينشرونها ويذكرون بالخير من علمهم في هذا القسم، ويسرني أن أدعو من يطلع منهم على هذا إلى معاودة الاتصال وتجديد العهد، وهو أمر ميسور كل اليسر بفضل ما تتيحه الشابكة من وسائل الاتصال المختلفة.
أما الأساتذة في قسمنا فأذكر أن كلية الآداب هديت مرة لصنع مجلد يضم سير أعضاء هيأة التدريس فيها، وأذكر أن زميلنا الدكتور سعود بن دخيل الرحيلي هو من كلف في القسم إعداد تلك السير، ولكنها مقصورة على من كانوا يعملون في القسم حين إعداده، وطبع المجلد ثم نسي أمره، ثم جاءت ثورة الحوسبة فسورة الشابكة التي هيأت من الإمكانات ما لا يعذر معها معتذر، وأذكر أن الدكتور ناصر الحجيلان أنشأ أول موقع للقسم وهو طالب في أمريكا، ثم ألغي الموقع بعد ذلك حين اعتمدت الجامعة الشابكة، وعملت على توحيد أشكال مواقع الأقسام؛ ولكنها مواقع باهتة غير وافية، فموقع القسم مثلًا توقف عن رصد عنوانات الرسائل المناقشة، ولست تجد فيه سجلًا تاريخيًا لكل من درّس في القسم بله من درَس فيه، ودعوت غير مرة إلى تكليف القائم على أمر الموقع بصنع سير لأساتذته وإن تكن يسيرة؛ ولكن لم تستجب دعوتي. وكذلك دعت أ.د. وسمية بنت عبدالمحسن المنصور زميلاتها في القسم إلى أن ينشطن إلى مثل ذلك.
وكنت كتبت في مناسبات مختلفة عن بعض أساتذتي من السعوديين في هذا القسم المبارك، كتبت عن معالي الدكتور أحمد محمد الضبيب، والدكتور حسن شاذلي فرهود، والدكتور محمد عبدالرحمن الشامخ، والدكتور منصور إبراهيم الحازمي، والدكتور أحمد خالد البدلي، والدكتور محمد عبدالرحمن الهدلق، والدكتور عبدالعزيز ناصر المانع. والدكتور عوض حمد القوزي، والدكتور محمد سليمان القويفلي، والدكتور محمد باتل الحربي، والدكتور محمد بن ناصر الشهري. ومن غير السعوديين الدكتور محمد لطفي الصباغ.
سأحاول وفاءًا لتاريخ هذا القسم أن أكتب قدر الطاقة عن بعض مشاهير أساتذة قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، فلعل هذا يكون حافزًا لغيري أن يواصل العمل في كتابة تاريخ هذا القسم المبارك، وسأحاول أن تكون كتابتي موجزة بالغة الإيجاز ما أمكن.