أحد الأصدقاء أرسل لي مقالاً جيّدًا اضطررت أن أقراه كاملاً، تحققت فيه كل عوامل النجاح في فن الكتابة المقالية، ولكن أثارني فيه لفظة (لا يوجد لدينا موهبة بالكتابة) هذه التي أوردها هذا الكاتب فيما كتب أثارتني أستفزّتني كثيراً لأنها حكم جائر فيه كثير من الانهزاميّة وجلد الذات، وكذلك فيه بعض الإجحاف وقليل من الإنصاف فعلى ذلك كبتُ له في أحد مواقع التواصل الاجتماعي بالتالي:
ولعلك بكتابتك هذه رددت على نفسك وعلى مَنْ يقول بعدم وجود موهبة في الكتابة، وأن هذا البسط الجيّد، هو في الأصل موهبة لديك في الكتابة!
طبعا لم يردّ إلى كتابتي هذه!
ولا أعلم يوافقني أم اشتاط غيظا من ردّي، رغم أني مدحته وما كتب، بعدها جاءتني فكرة مقالي هذا وبدأتُ بالكتابة مستعينا بالله:
قبل أن تحكم على أي مكتوبٍ هناك وصايا من وجهة نطري:
الوصيّة الأولى:
اقرأ جيّداً لا تهتم بالأسماء بقدر مع تركّز على النصوص هذا مهم إن كنت منصفا قراءة وكتابة شِعْرا قصّة نثرا ونقدا….
الوصيّة الثانية:
مقولة (لا يوجد موهبة لديّنا في الكتابة)
مقولة قاصرة يريدون أصحابها أن يحكموا قبل أن يقرأوا، يَهْدِموا قبل أن يبنوا، مثل مَنْ يكتب نصا دون نقط وفاصلة ونسي كل علامات الترقيم، يحكم بدافعٍ خيالي لكل ما يقرؤوه، قبل أن يعترف بأن المشكلة فينا تسرّعا دون اطلاع...
الوصيّة الثالثة:
كاتبٌ واحد سيئ في سطور مِنْ منشورٍ له قد يكون السطر الأخير فيه، يغنيك، يبهرك، يجعلك دون أن تشعر تقول الله الله!
الوصيّة الرابعة:
أن نقرأ المكتوب للمتعة، للفائدة، للاستمتاع، وكلما اقترب الكاتب وجعلنا نكتب معه بقلوبنا وأعيننا بتتبع كل السطور هنا وقعنا في غرام ما نقرؤوه، وتحققت الفائدة التي من أجلها كتب الكاتب، ووصل إحساسه من خلال سطوره المبخّرة
الوصيّة الخامسة:
ألا يكون ونحن نقرأ النصوص همّنا أن ننتقد، نبحث عن السلبيات فقط وإن وجدنا - مثل هذا - إيجابيات نغمطها ونهملها ولا كأننا قرأناها، وهذا خطأ فادح ممن يتمسكون بمقولة ( ليس لدينا موهبة في الكتابة)
يا كتّابَ الحرفِ والتألق، يا عشّاق القراءة والإبداع لا تجلدوا ما تقرؤوه بسياط الفواصل، أن تحكموا على السطور قبل أن تقرؤوها، احترموا وأنا طبعا معكم كل حرفٍ كتبه صاحبه، والله إن علمتم كيف يبحث الكتبه عن عنوان لمقالة، عن فكرة ينطلق بها، وكم من الوقت الذي يقضيه حتى تجدون مقالا كهذا يخرج لكم في أبهى صورة، وكيف المخرج المحترم في مجلتنا الثقافية هذه على سبيل المثال، يخرج مواد العدد ويبوبها ويصنفها ويضع منها الصور وأشياء كثيرة غير مدير التحرير كيف يعيد ويرد بعض المكتوب كل هذا من أجلكم أنتم وبعد ذلك يطلق بعضهم مقول «لا يوجد لدينا موهبة في الكتابة»!
شكراً لصاحب المقال، شكرا لصاحب المقولة التي لا أتفق معها شكرا لهما لأن ذلك ما جعلني أكتب، شكرا لكم أنت يا مَنْ تقرأ مقالي هذا قُبْلة على جبينك الطاهر .
وأخيراً
تغريدة الأسبوع هذه المرّة للدكتور سعد البازعي:
السفير الياباني لدى المملكة السيد إيوائي فيوميو @FumioIwai من ألطف السفراء الذين عرفت فضلاً عن حرصه الكبير على توثيق صلته بالمملكة مسؤولين ومواطنين، بل إنه رفع مستوى التفاعل بين السفراء والبيئة الاجتماعية والثقافية إلى مدى يصعب على كثيرين غيره الوصول إليه. رجل جدير بالتقدير دائماً
** **
- علي الزهراني (السعلي)