ذرفتُ هوىً شوقاً ترادفَ أدمُعا..
كقطر الندى منه الفؤادُ تصدّعا
أتجمعنا أرضٌ ولا وصل هينٌ!
فيا رُبّ وصلٍ في السماء لنا معا
هويتك بدراً لا سبيل لوصلهِ
وعِقْداً فريداً بالجواهرِ رُصِّعا
حَنَانَيْك يا بدراً أنستُ بليلهِ
ويرسلني عند الصبيحة مُفزعا
سمت بك روحي عن مقارفة الخنا
وأنت على روحي سلامٌ تربعا
أسرتِ بساجي الطرف يا عذبة الهوى
فؤاداً بأوجاع الغرام توسعا
وفارقني قلبي لأجلك طائشاً
فلا يرتضي إلا بقربك مرتعا
فلا القلب عندي كي أداوي جراحه
ولا أنت قربي كي يطيب بنا معا
كتمتُ الهوى حتى أواريك غيرةً
فكوني لصبٍّ عن سواكِ تمنعا
أنا لا أرى إلاكِ في الكون كلهِ
وإنْ قيل شيءٌ في سواكِ فمُدّعى
وإنْ طاب شيءٌ غير حسنك للورى
فذلك حتما منك حسنٌ تفرعا
لقد بحت بالسر الذي كان هاجسي
وصيرني بين الأنام مقنعا
فبوحي بما يغشى فؤادك مرةً
فكم كان كتم الحب في النفس موجعا!
حبسنا عبير الكون من كتم حبنا
فبوحي لعل المسك أن يتضوعا
وتشرق آفاق الحياة تبسماً
إذا زورقُ العشاق أبحر مُشرعا
أرى الشوق يحدوني إليك ولا أرى
سوى طيفكِ البراقِ يرحلُ مسرعا
إذا كنت أزمعت الرحيل فأحسني
جوار فؤادٍ قد أتاكِ ممزعا
** **
- د. عبدالإله الثقفي