ميسون أبو بكر
لبنان الموجوع بحزب الله وإيران وكل التبعيات التي جرتها إليه صفقات الحرب والسلاح والمخدرات وأطماع الفرس يزهر من أرضه فنانون نحبهم وشعراء نحفظ قصائدهم عن ظهر قلب ومثقفون لهم منجزهم حول العالم، وأطباء أينما وليت وجهك وجدتهم أسماء لامعة لها حضورها ومنجزها.
د. بطرس حبيقة الذي يشير له الفرنسيون والعرب في الريفيرا الفرنسية بلبنان يعد من أشهر أطباء التخدير في المنطقة لم يكتف بمهارته الطبية ولكنه يتحفظ وهو يتحدث عن الشعر والأدب وعن مسقط رأسه «بسكنتة» بلدة الشاعر الكبير ميخائيل نعيمة فتنبت في قلبك دالية عنب غصونها دانية وفي روحك عطر تينها وزيتونها.
د. بطرس حبيقة حمل معه طيبة أهل القرى وثقافة أهلها وذكريات طيبة من وطن كان بهياً وكان قبلة عشاق بيروت (باريس الشرق) قبل أن تعبث به الطائفية وميليشيات الفرس والفساد.
حنينه لوطنه جعله يختار العيش على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط ليطل من شرفته صباح مساء ملوحاً لبسكنتة ونعش نعيمة وهواء بيروت وجبلها وسهلها وبحرها كلما اشتاق لذلك الوطن الجريح.
في الأيام التي تعرّفنا فيها إلى الدكتور بطرس طبيب التخدير تعلّمت أن طب التخدير له مفهوم آخر في أوروبا، فعمله أكثر من تنويم المرضى، طبيب التخدير يكشف على المرضى قبل موعد العملية بأيام ويتابع حالة المريض الصحية والأدوية التي يتناولها وهو مرجع للجرّاح أو الطبيب.
د. بطرس الذي تزهر في (بلكونة) بيته وردة ليلة القدر التي لا تتفتح إلا في ليلة القدر ويحمل معه الخبز المرقوق الذي تعده النساء وماء الورد وأقوال ميخائيل نعيمة ابن قريته في قضاء المتن كهدايا لعشاق لبنان فهو سفير السلام والمحبة وصديق صدوق وطبيب خلوق.
لميخائيل نعيمة:
«همج هم الذين يتباغضون ويتناحرون باسم الدين، فهؤلاء وإن وسعت عقولهم جميع ما في كتب الفلسفة والدين، فقلوبهم فراغ من الله الذي هو الجمال المطلق».
** **
- شاعرة وإعلامية