رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
أسدل الستار على مأساة ريان الإنسانية والتي تفاعل معها الإعلام العالمي.. وتابع العالم من خلال شاشات التلفزة والجوالات كل الجهود التي بذلت محاولة إنقاذ نفس بشرية... وكانت تسابق الزمن وسط تعاطف كبير ودعوات من أقطار العالم الإسلامي والعربي بل المجتمع الإنساني تماشياً مع الآية الكريمة في سورة المائدة {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
رحل ريان إلى رب غفور رحيم جعله الله شافعاً لوالديه... رحل بعد دموع سكبت وقلوباً فجعت وألسن تناجي الرب ليل نهار داعية أن يخرج سالماً غانماً.. لكن إرادة الله ولا راد لقضائه.
إن ريان لم يسقط في المغرب وحسب لكنه سقط في جميع القلوب العربية والإسلامية .. لقد كانت العاطفة هي سيدة الموقف.. وكانت الأمة كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. الإعلام بكل قنواته ومنصاته وأوراقه كان يختلف ويتباين لكن في مأساة ريان كان متجانساً ومتعاطفاً.. ونقل صورة بأبعاد التفاعل الإيجابي الصادق وكان العاملون والمتطوعون في الإنقاذ يبذلون جهودا كبيرة.. وكانت التغطية الإعلامية حافزا لهم لبذل المزيد.
رحمك الله يا ريان فبقدر الأسى والفاجعة على رحيلك إلا انه أعطى دروسا بالمجان لمن يعانون اهتزازا بالعاطفة أو لديهم خلل في تركيبها.. إنه حان الوقت لمراجعة أنفسهم وقياس معدل الرحمة لديهم... فهناك أكثر من ريان يسقطون في عالمنا من الأطفال ليس في الآبار وحسب!! لكن في تسلط أهلهم وقادتهم كما هو الحال بالمليشيات الحوثية وسوريا.
ختاماً صادق العزاء لأبوي ريان وأهله.. عظم الله أجرهم وجبر مصابهم وألهمهم الصبر والسلوان.. ورسالة إلى أجهزة الدفاع المدني عالمياً وفي بلادنا خاصة بعمل مسح شامل لجميع الآبار المكشوفة وغيرها وعمل إحداثيات لها ومتابعتها، والتأكد من أنها لا تسبب خطرا على البشر .. حتى لا نسجل مآسي جديدة. حفظ الله الجميع.
** **
- الرس