هي الحياةُ مجالاتٌ لآجالِ
ما بينَها نحنُ في حِلٍ وترحالِ
نظل نعشق ظلاً زائلاً ولكَم
أضلَّ عُشّاقَهُ عن نيلِ آمالِ
كم أغرقَتْ من مُحبٍ وسْطَ لُجَّتها
ومَوجُها بين إدبارٍ وإقبالِ
ما بين صرخةِ مولودٍ نُسَرُّ بِهِ
ودمعةٍ لفراقِ الراحلِ الغالي
رحلْتَ خالي فقلبي بَعدَكم خالِ
هيّجْتَ ذكرى لقلبٍ غافلٍ سالِ
شقيقَ أُمّي ويا ريحاً لوالدتي
أشبهتَها في صفاء القلبِ والحالِ
سميتَني باسم «حسانٍ» فلا عجبٌ
إن قلتُ من حَسَن فالفضلُ للخالِ
بذلتَ نصحَكَ في سرٍ وفي علنٍ
مُصَدِّقاً منكَ أقوالاً بأفعالِ
بالوصلِ والفضلِ والإحسانِ مشتهرٌ
لم يُغْرِهِ زُخرُفٌ أو جمعُ أموالِ
طاف الديارَ صغيراً بالحجاز وفي
أرضِ البدائعِ نال المنزلَ العالي
وفي الرياض فلم ينس «الحبيبةَ» يا
عنيزةَ الشوقِ أنتِ العشقُ فاختالي
اختار مسكنَه في قربِ شارعِها
من حُبِّه لاسمها في ذوقه حالي
ولا يَمَلُّ من التردادِ في صلةٍ
لأهلِها بغدوٍ أو بآصالِ
أبناؤه شابهوا في الفضلِ والدَهم
بالبِرِّ والوصلِ كانوا خيرَ أنجالِ
يا ربِّ فاغفر لضيفٍ قد أناخَ بكم
واجمعه بالأهلِ والأصحابِ والآلِ
** **
- حسان بن عبدالعزيز القاضي