علي الصحن
... وأخيراً أنهت إدارة نادي الهلال علاقتها بالمدرب جاردليم، واستعانت بالأرجنتيني دياز الذي سبق له أن أشرف على الفريق موسم 2017 قبل أن تعفيه إدارة الأمير نواف بن سعد إثر تردي النتائج وتراجع أداء الفريق.
لقد تأخر قرار إعفاء جاردليم كثيراً، وقد كان من المفترض تحريره في بداية الدوري، فقد بدا أن الهلال لا يلعب معه كرة قدم ممتعه، وأن صناعة اللعب يشوبها الكثير من العك والتعقيد، وأن لاعبيه غير قادرين على فهم أسلوبه ولا تنفيذ ما يريد، والمدرب لم يقدم للفريق ما يوازي الهالة التي وافقت التعاقد معه، ولم يحقق أي إضافة فنية واضحة لفريقٍ أصبح شحيحاً - في الغالب- في التسجيل، والوصول إلى مرماه سهل للغاية ويخسر بالثلاثة والأربعة، وعندما يتدخل المدرب أثناء اللعب فإنه يزيد الطين بلة والعلة علة.
تأخر القرار، ولكن أن يأتي متأخراً خير من ألا يأتي أبداً، والمهم أن تستفيد إدارة النادي من تجربة جاردليم في عملها المستقبلي وأن تدرك جيداً أن توقيت القرار لا يقل أهمية عنه، وأنه قد لا تكون هناك أي فائدة من قرار يأتي متأخراً، وأن تعمل على اختيار المدرب الكفء والمناسب للفريق، فليس كل مدرب مهما كان تاريخه وسمعته مناسباً لقيادة الفريق، فلكل فريق ما يناسبه ويناسب قدرات لاعبيه وطريقته.. الخ.
عدم التدخل في قرارات المدرب الفنية أمر جيد بلا شك، ولكن هناك أمور في النهاية لا يمكن السكوت تجاهها، وعدم التدخل بشأنها، ومن ذلك ما فعله المدرب المقال في مباراة الهلال والأهلي المصري، إن في تشكيل البداية أو في التدخلات بعد الطردين وفي الشوط الثاني، وهو ما يؤكد ضرورة وجود إداري متمكن فنياً وإدارياً ويكون قادراً على التدخل متى ما كان التدخل ضرورة لا بديل عنها.
هنا يجب أن لا نضع الأحمال كلها على المدرب السابق، فهناك أشياء قد يواجهها خلفه وتعيد الفريق لدوامة التراجع من جديد، وأبرزها لاعبو الفريق من محليين وأجانب، وقد قلت في مقال سابق: «إن اللاعببن أيضاً يتحملون ما يحدث للفريق، فهناك تراجع خطير في مستوى بعضهم، وهناك عدم جدية لدى بعضهم الآخر، وهناك لاعبون هذه إمكانياتهم، واللوم لا يقع عليهم، بل على من يمنحهم كل الفرص، رغم فشلهم طوال الفترة الماضية، وحتى نكون منصفين للمدرب هناك أمور يتحملها اللاعبون لوحدهم، وأياً كان المدرب واسمه وتاريخه فلن يكون قادراً ولا معنياً بتعليم لاعب تجاوز الثلاثين مبادئ الكرة، وكيف تسدد في المرمى، وكيف تخرج للكرة العرضية، وكلنا يشاهد كيف تضيع فرص سهلة لا يضيعها لاعب مبتدئ، وكيف تُسجل في مرمى الهلال أهداف سهلة ومن كرات مكررة وأخطاء بدائية لم يتعلم منها الفريق أبدًا». كما أن من الغريب أن تجد لاعباً دولياً ولاعباً سبق له اللعب في منافسات أوروبية يطرد بسهولة وفي وقت مبكر وفي مباراة مهمة ومعقدة، وهو أمر يجب أن تواجهه إدارة النادي بقوة، وأن ينتبه له مدرب الفريق، حتى لا يستمر الفريق في الدائرة نفسها ولا يكون لتغيير المدرب معنى.