القلم هو أول ما خلق الله حسب ما ورد في بعض الأحاديث، فأمره الله أن يكتب في اللوح المحفوظ فجرى مداده بما أمره الله سبحانه وتعالى بكل ما هو كائن من تلك اللحظة إلى يوم القيامة من مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والكلام في اختلاف العلماء حول أول ما خلق الله سبحانه وتعالى.
قال الله عزَّ وجلَّ: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}، وهذا دليل على أن القلم هو رمز العلم والتعلّم، حيث لا يمكن أن يتعلَّم أحد بدون كتابة والقلم يبدأ من مراحل الطفولة حتى آخر العمر، فهو يحتل مكانةً مرموقةً في زينا (ملابسنا)، حيث يوضع في جيوبنا على صدورنا قريباً من نبض قلوبنا، هو الوسيلة التي نكتب بها ما نشاء ونعبِّر بها عمَّا نريد.
بالقلم تعلّمنا وبالقلم ألَّف المؤلِّفون كتبهم ومعاجمهم، بالقلم وثِّقت حقائق التاريخ. والأقلام تختلف في ألوانها وأشكالها ولكن ما تخطه هذه الأقلام هو ما يميّز بينها، حيث إنها تعبِّر عن وجهة نظر من يعبِّر بها رديئة الصنع ولكن من يكتب بها مميزون في طرحهم وأفكارهم، وهناك أقلام غالية الثمن ذات جودة عالية لكن من يكتبون بها لا يرتقون إلى جودة أقلامهم، فالقلم ليس إلا وسيلة نعبِّر بها لتصل أفكارنا وثقافتنا إلى أعين الناس وعقولهم، فكم من أقلام سخّرت للنيل من الآخرين، وكم أقلام من سخّرت لطلب العلم المفيد، وكم من أقلام حسم بها التاريخ وسجّلته، وكم من أقلام حفظت الماضي ليتصل بالحاضر من علوم في مختلف مجالات الحياة، وأخيراً كم من أقلام تستحق أن توضع في متاحف من ذهب نظير ما سطّر مدادها من علم نافع، وأقلام تتمنى كسرها لرداءة ما كتبت وسطرت من سخرية ومكائد وحقد دفين، لذلك يا من تحمل أمانة الحرف والقلم كن رشيقاً ليكون قلمك رشيقاً فيما يكتب.