لما كانت الحركة الكشفية إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ولها دورها في خدمة المجتمع وتربية النشء في ضوء مسؤوليتها الاجتماعية، كان أن أظهرت على الساحة الكشفية السعودية العديد من القيادات الكشفية الذين يحق لهم أن يحملوا لقب «سفراء المسؤولية الاجتماعية» ومن بين هؤلاء يبرز اسم رئيس قسم النشاط الكشفي الأسبق في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير الرائد الكشفي سعيد محمد عوضة موسى اليزيدي، الذي تقاعد عن العمل الوظيفي الرسمي في عام 2015، واستمر يؤدي دوره المجتمعي قناعة منه بما يقدمه وادراكاً لدوره المجتمعي ورسالته الكشفية التي تعلق بها منذُ نعومة أظفاره، حيث يدرك أهمية مبادرات المسؤولية المجتمعية في تحقيق الاستقرار والتكافل الاجتماعي، فاستمر في توجيه الآخرين نحو الحياة الأفضل، والمشاركة مع المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة نحو الممارسات الأفضل أيضاً، ومن خلال معرفتي بشخصه التي تمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود وجدته شخصية تحرص على تحديد الأولويات المجتمعية التي من خلالها يتم بناء المبادرات المجتمعية، حيث يقوم بتحديدها بخبرة ودراية حتى أسهم على مدى عقود في رفع الوعي بأهمية المجتمعات المستدامة، وهو الأمر الذي جعل المنظمة الكشفية العربية تستفيد من خبراته حينما جعلته أحد أعضاء لجنة المسؤولية المجتمعية في إحدى الدورات على مدى ثلاثة أعوام، عمل خلالها مع زملائه على المشاركة في عقد شراكات وتبني مبادرات مجتمعية على المستوى الإقليمي الكشفي الذين استثمروا حينها وسائل الإعلام المختلفة خاصة في دولة المقر القاهرة في التعريف بأفضل الممارسات في مجالات المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة وتبني مبادرات مجتمعية هادفة قاموا وقتها بتوثيقها ونشرها على مستوى الجمعيات الكشفية الأمر الذي أدى إلى الدفع بالعمل والممارسات المجتمعية إلى الأمام في الجمعيات الكشفية العربية، وقد تجلت خبرته وظهرت للعيان حينما أسندت له جمعية الكشافة مسؤولية قيادة الفريق التطوعي في منطقة عسير مع بداية انتشار فيروس كورونا COVID-19 حينما أكد وخلال لقاء - عبر الاتصال المرئي - ضم جميع قادة الفرق التطوعية الكشفية المشكلة لهذا الشأن من أن دور الفرد ومسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه تشكل اللبنة الأساسية في تكامل المجتمع وتحقيق استقراره، وأنه في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم هذه الأيام بعد انتشار فيروس كورونا تبرز أهمية المسؤولية الفدية نحو حماية المجتمع من أخطار الإصابة والحد من انتشار الفيروس، وحماية المجتمع من بث الشائعات والترويج للأخبار التي تثير الناس وتحدث الهلع والرهبة بينهم، كما تبرز المسؤولية الفردية في مدى التزام الأفراد بالتعليمات والتفاعل معها بطريقة تساعد على تخطي أخطار هذه الحالة التي تتزايد كل يوم، وهو بذلك يكون بالتالي قد طبق هرم «كارول» للمسؤولية الاجتماعية، المعتمد في قاعدته على مفهوم المسؤولية الاقتصادية يليها المسؤولية القانونية تجاه المجتمع والبيئة، ثم المسؤولية الأخلاقية التي تحمي حقوق الأفراد والبيئة والأجيال المقبلة، وفي قمة الهرم تأتي المسؤولية التطوعية والخيرية، فكان بحق شخصية تستحق لقب سفير المسؤولية المجتمعية لأدائه الأمانة كما ينبغي، والإخلاص في العمل، وقدرته على كسب ثقة الآخرين واعتزازهم به، وحرصه على العمل النافع، ولإلمامه الكامل بعناصر المسؤولية الاجتماعية ممثلة في الاهتمام والفهم، والمشاركة التي هي الأرضية الأساسية لحياة اجتماعية مشرقة مستقرة تُظهر قدر الفرد وقدرته على القيام بواجباته وتحمّل مسؤولياته بضمير حي وروح صافية، وإرادة ثابتة.