عبدالعزيز بن سعود المتعب
خلّد الشعراء المتمكنون من مواهبهم كما ينبغي قصائدهم في كل أغراض الشعر الفصيح وصنوه الشعبي، إلاَّ أن شعر الغزل الرقيق العذب في كل العصور امتزج بوجدان العشاق ورفاع الذائقة ممن يتماهى انبهارهم مع هذا اللون من الشعر مع تجلِّي الشعراء فيه خصوصاً تلك القصائد التي كأنها كُتبت لتفاصيل قصص حب لا تنتهي ولا ترتبط بزمان أو مكان أو جيل دون غيره كقول الشاعر نزار قباني:
أخطاؤكِ الصُغرى.. أمرُّ بها
وأحوِّلُ الأشواكَ ريحانا
لولا المحبَّةُ في جوانحهِ
ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا..
عامٌ مضى وبقيتِ غاليةُُ
لاهُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا
ومن روائع الشعر الشعبي قول الشاعر ناصر الفايز مُجسّداً ما يتخلل قصص الحب من السعادة ونقيضها!:
أيام ياما بالسعد ونّستني
قلبي على ماضي طربهن حزيني
ليت السنين اللي مضت وأنعشتني
ترجع ولو مقدار عشر السنيني
والا الهبوب إلى اوجهت وغْمَرتني
تجيب لي لو ريح مضنون عيني
والا الليال بغيبها خبّرتني
عن صاحبٍ بيّح فراقه كنيني
اقفيت واقفا وانتحى وابعدتني
أقدار لا زُوره وهو مايجيني
دنيا كفى الله شرّها شيّبتني
الله على تالي نكدها يعيني
وعن حرقة الشوق للمحبوب يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل:
أشتقت لأيام الهوى في جنابك
يوم الشموع بليل الأحباب ضوّن
واشتقت أقول لهاتفك مرحبا بك
واشتقت لغيوم الصحاري تكوّن
عّود ترى داعي الهوى عند بابك
وأرو القلوب اللي بعد ماتروّن
وهو القائل عن الأماني الرقيقة في هذا الشأن ببصمة شاعريته الفذّه:
ليتك معي ساهرٍ ليل الهوى كلّه
ماانوم أنا وانت لاجل الحب سهراني
ترى السهر مع حبيبك يبري العلّه
لي صرت شفقٍ وهو عليك شفقاني
كلش طراته الى وافق على حلّه
والا ترى كل شيءٍ يالغضي فاني
لاعاش خلٍ تنكّر في هوى خلّه
يومٍ حبيبٍ ويوم يصير قوماني
وش فيك دايم تعسر القلب وتتلّه
أخاف يومٍ يجي ماعاد تلقاني